أبلغ معاوية الذي بيمينه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبْلِغْ مُعَاوِيَةَ الّذِي بِيَمِينِهِ | أمْرُ العِرَاقِ وَأمْرُ كُلّ شَآمِ |
إنّ الهُمُومَ وَجَدْتَهَا حِينَ التَقَتْ | في الصّدْرِ، طارقُهُنّ غَيرُ نِيَامِ |
يَسْهَرْنَ مَنْ طَرَقَ الهُمومُ فؤادَهُ، | وَيَرُومُ وَارِدُهُنّ كُلَّ مَرَامِ |
يَأمُرْنَني بِنَدَى مُعَاوِيَةَ الّذِي | قَادَ ابنُ خَمْسَتِهِ لكُلّ لُهَامِ |
أوْ يَسْتَقِيمَ إلى أبِيهِ، فَإنّهُ | ضَوْءُ النّهَارِ جَلا دُجَى الأظْلامِ |
غَمَرَ الخَلائِفَ قَبْلَهُ، وَهُوَ الّذي | قَتَلَ النّفَاقَ أبُوهُ بِالإسْلامِ |
وَرِثُوا تُرَاثَ مُحَمّدٍ، كَانُوا بِهِ | أوْلى، وَكَانَ لَهُمْ من الأقْسَامِ |
لمّا تُخُوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنَا، | وَبِكُلّ مُخْتَضَبِ الحَدِيدِ حُسامِ |
كَانَتْ خِلافَتُها، لآلِ مُحَمّدٍ، | لأبي الوَلِيدِ تُرَاثُهَا وَهِشَامِ |
أخْلِصْ دُعَاءَكَ تَنْجُ مِمّا تَتّقي | لله يَوْمَ لِقَائِهِ بِسَلامِ |
وَهوَ الّذِي ابْتَدَعَ السّمَاءَ وَأرْضَها، | وَرَسُولَهُ وَخَلِيفَةَ الآنَامِ |
مَلِكٌ بِهِ قُصِمَ المُلُوكُ، وَعِنْدَهُ | عِلْمُ الغُيُوبِ وَوقْتُ كلِّ حِمَامِ |
أرْجُو الدُّعَاءَ مِنَ الّذِي تلّ ابْنَهُ | لجَبِينِهِ، ففداهُ ذُو الإنْعَامِ |
إسْحَقُ حَيْثُ يَقُولُ لمّا هَابَهُ | لأبِيهِ، حَيْثُ رَأى مِنَ الأحْلامِ |
أمضِي، وَصَدِّقْ ما أُمِرتَ فإنّني، | بِالصّبْرِ مُحْتَسِباً، لَخَيْرُ غُلامِ |
إنّ المُبَارَكَ كَانَ حَيْثُ جَعَلْتَهُ | غَيْثَ الفَقِيرِ، وَنَاعِشَ الأيْتَامِ |
وَلتَعَلَمَنّ مَنِ الكَذوبُ إذا التَقَى، | عِنْدَ الإمَامِ، كَلامُهُمْ وَكَلامي |
قال الّذي يَرْوِي عَليّ كَلامَهُمْ | الطّارِحَاتِ بِهِ على الأقْداَمِ: |
هَلْ يَنْتَهي زَجَلٌ وَلمْ تَعْمِدْ لَهُ | مِثْلَ الّذي وَقَعَتْ بذِي الأهْدَامِ |
شَنْعَاءُ جَادِعَةُ الأُنُوفِ مُذِلّةٌ | كَانَتْ لَهُ، نَزَلَتْ بكُلّ غَرَامِ |