ألما على أطلال سعدى نسلم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألِمّا عَلى أطْلالِ سُعْدَى نُسَلِّمِ، | دَوَارِسَ لمّا استُنْطِقَتْ لمْ تَكَلّمِ |
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، وَإنّمَا | عَرَفْتُ رُسُومَ الدّارِ بَعْدَ التّوَهّمِ |
يَقولُونَ لا تَهْلِكْ أسىً، وَلقد بَدَتْ | لَهُمْ عَبَرَاتُ المُسْتَهَامِ المُتَيَّمِ |
فَقُلْتُ لهُمْ: لا تَعْذُلُوني، فإنّهَا | مَنَازِلُ كَانَتْ مِنْ نَوَارَ بمَعَلَمِ |
أتَاني مِنْ الأنْبَاءِ بَعدَ الّذي مَضَى | لشَيبَانَ مِنْ عادِيّ مَجْدٍ مُقَدَّمِ |
غَداةَ قَرَوْا كِسْرَى وَحَدَّ جُنُودِهِ | بِبَطْحَاءِ ذي قَارٍ قِرىً لمْ يُعَتَّمِ |
أبَاحُوا حِمىً قَدْ كانَ قِدْماً محَرَّماً، | فأضْحَى على شَيْبَانَ غَيرَ مُحَرَّمِ |
مِنِ ابْنَيْ نِزَارٍ وَاليَمَانِينَ بَعْدَهُمْ | أيَادي سَبَا، والعَقْلُ للمُتَفَهِّمِ |
فخُصّتْ بِهِ شَيبانُ من دونِ قَوْمِها | على رَاضِياتٍ من أُنُوفٍ وَرُغَّمِ |
فَصَارَتْ لذُهْلٍ دُونَ شَيْبَانَ إنّهم | ذَوُو العِزّ عِنْدَ المُنْتَمَى وَالتّكَرّمِ |
فَآلَتْ لِهَمّامٍ، فَفازُوا بِصَفْوِهَا، | وَمَنْ يُعطِ أثمانَ المَكارِمِ يَعظُمِ |
فَأبْلِغْ أبَا عَبدِ المَلِيكِ رِسَالَةً | يَمِينَ وَفَاءٍ لَمْ تَنطَّفْ بِمَأثَمِ |
سَتَأتِيكَ مِني كُلَّ عامٍ قَصِيدَةٌ، | مُحَبَّرَةٌ نُوفِيكَهَا كُلَّ مَوْسِمِ |
فَهذي ثَلاثٌ قَدْ أتَتْكَ وَبَعْدَها | قَصَائِدُ إلاّ أُودِ لا تَتَصَرّمِ |
جَزَاءً بمَا أوْلَيْتَني إذْ حَبَوْتَني | بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ ذاتِ المُخَرَّمِ |
وَإنْ أكُ قَدْ عَاتَبْتُ بَكْراً فإنّني | رَهِينٌ لِبَكْرٍ بالرّضَا وَالتّكَرّمِ |