يا ظمي ويحك إني ذو محافظة
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا ظَمْي وَيْحَكِ إني ذُو مُحافَظَةٍ، | أنْمي إلى مَعْشَرٍ شُمّ الخرَاطِيمِ |
مِنْ كخلّ أبْلَجَ كَالدّينَارِ غُرّتُهُ، | مِنْ آلِ حَنظَلَةَ البِيضِ المَطاعيمِ |
يا لَيتَ شعريه على قيل الوُشاةِ لَنَا: | أصَرّمَتْ حَبْلَنَا أمْ غَيرَ مَصرومِ؟ |
أمْ تَنشَحَنّ على الحَرْبِ التي جَرَمتْ | مِني فُؤادَ امرِىءٍ حَرّانَ مَهْيُومِ |
أهْلي فِداؤكَ مِن جارٍ عَلى عَرَضٍ، | مُوَدَّعٍ لِفِرَاقٍ غَيرَ مَذْمُومِ |
يَوْمَ الَناقَةِ إذْ تُبْدِي نَصِيحَتَهَا | سِرّاً بمُضْطَمِرِ الحاجاتِ مَكْتُومِ |
تَقُولُ وَالعِيسُ قَد كانَتْ سَوَالِفُها | دُونَ المَوَارِكِ قد عِيجَتْ بتَقوِيمِ |
ألا تَرَى القَوْمَ مِمّا في صُدُورِهِمُ | كَأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلَى بِتَنّومِ |
إذا رَأوْكَ،، أطالَ الله غَيرَتَهُمْ، | عَضّوا مِنَ الغَيْظِ أطْرَافَ الأبَاهيمِ |
إني بِها وَبِرَأسِ العَينِ مَحْضَرُهَا، | وَأنْتَ نَاءٍ بِجَنْبي رَعْن مقْرُومِ |
لا كَيْفَ إلاّ على غَلْبَاءَ دَوْسَرَةٍ | تَأوِي إلى عَيْدَةٍ للرّحْلِ مَلْمُومِ |
صَهْبَاءَ قَدْ أخْلفَتْ عامَينِ باذِلَها، | تَلُطّ عَن جاذِبِ الأخلافِ مَعقُومِ |
إحْدَى اللّواتي إذا الحَادي تَنَاوَلَها | مَدَّتْ لها شَطَنِ القُودِ العَيَاهِيمِ |
حَتى يُرَى وَهُوَ مَحزُومٌ كَأنّ بِهِ | حُمّى المَدِينَةِ أوْ داءً مِنَ المُومِ |
صَيْدَاءَ شأمِيّةٍ حَرْفٍ كمُشْتَرِفٍ | إلى الشِّخاصِ من التّضغانِ محْجومِ |
أوْ أخُدَريَّ فَلاةٍ ظَلّ مُرْتَبِئاً، | على صَرِيمَةِ أمْرٍ غَيرِ مَقْسُومِ |
جَوْنٌ يُؤجِّلُ عَانَاتٍ ويَجْمَعُهَا | حَوْلَ الخُدادَةِ أمْثَال الأنَاعِيمِ |
رَعَى بهَا أشهُراً يَقْرُو الخَلاءَ بهَا، | مُعانِقاً للهَوَادي، غَيرَ مَظلُومِ |
شَهْرَيْ رَبيعٍ يَلُسّ الرّوْضَ مُونقةً | إلى جُمَادَى بِزَهْرِ النَّوْرِ مَعْمُومِ |
بالدَّحْل كُلَّ ظَلامٍ لا تَزَالُ لَهُ | حَشْرَجَةٌ أوْ سَحيلٌ بَعدَ تَدْوِيمِ |
حَتى إذا أنْفَضَ البُهْمَى، وَكان لهُ | مِنْ نَاصِلٍ من سَفَاها كالمَخاذِيمِ |
تَذَكّرَ الوِرْدَ وَانْضَمّتْ ثَمِيلَتُهُ | في بارِحٍ من نَهارِ النّجمِ مَسْمُومِ |
أرَنَّ، وَانْتَظَرَتْهُ أينَ يَعْدِلُهَا، | مُكَدَّحاً، بجَنِينٍ غَيرِ مَهْشُومِ |
غَاشي المَخارِمِ ما يَنْفَكّ مُغتَصِباً | زَوْجاتِ آخَرَ في كُرْهٍ وَتَرْغِيمِ |
وَظَلّ يَعْدِلُ أيَّ المَوْرِدَينِ لها | أدْنَى بمُنْخَرِقِ القِيعانِ مَسْؤومِ |
أضارِجاً، أمْ مياه السِّيفِ يَقرِبُهَا، | كَضَارِبٍ بِقِداَحِ القَسْمِ مَأمُومِ |
حتى إذا جَنّ داجي اللّيلِ هَيّجَها | ثَبْتُ الخَبَارِ، وَثُوبٌ للجَرَاثِيمِ |
يَلُمّهَا مُقْرِباً، لَوْلا شَكَاسَتُهُ، | يَنفي الجِحاشَ وَيُزْرِي بالمقَاحِيمِ |
حتى تَلاقَى بهَا في مُسْي ثَالِثَةٍ | عَيْناً لَدى مَشرَبٍ مِنهُنّ مَعلُومِ |
خافَ عَلَيها بَحِيراً قَدْ أعَدّ لهَا | في غامضٍ من تُرَابِ الأرْضِ مَدمومِ |
نابي الفرَاشِ طَرِيُّ اللّحمِ مُطْعَمُهُ، | كَأنّ ألْوَاحَهُ ألْوَاحُ مَحصُومِ |
عارِي الأشاجعِ مَسعُورٌ أخو قَنصٍ، | فَمَا يَنَامُ بْحيرٌ غَيرَ تَهْوِيمِ |
حتى إذا أيْقَنَتْ أنْ لا أنِيسَ لهَا | إلاّ نَئِيمٌ كأصْوَاتِ التّرَاجِيمِ |
تَوَرّدَتْ وَهْيَ مُزْوَرٌّ فَرَائِصُهَا | إلى الشّرَايِعِ بِالقُودِ المَقادِيمِ |
وَاسْتَرْوَحَتْ تَرْهَبُ الأبْصَار أنّ لها | على القُصَيبَةِ مِنهُ لَيلَ مَشْؤومِ |
حتى إذا غَمَرَ الحَوْماتُ أكْرُعَهَا، | وَعَانَقَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ |
وَسَاوَرَتْهُ، بألْحَيْهَا، وَمَالَ بِهَا | بَرْدٌ يُخالِطُ أجْوَاقَ الحَلاقِيمِ |
نَكَادُ آذانُهَا في المَاءِ يَقْصِفُهَا | بِيضُ المَلاغِيمِ أمْثَالُ الخَواتِيمِ |
وَقَدْ تحَرّفَ حتى قَالَ قَدْ فَعَلَتْ، | وَاستَوْضَحتْ صَفَحاتِ القُرَّحِ الهِيمِ |
ثمّ انْتَحَى بِشَدِيدِ العَيرِ يَحْفِزُهُ | حَدُّ امرِىءٍ في الهَوَادي غَيرِ محْرُومِ |
فَمَرّ مِنْ تَحْتِ ألحَيهَا، وكَانَ لهَا | وَاقٍ إلى قَدَرٍ لا بُدّ مَحْمُومِ |
فَانْقَعَرَتْ في سَوَادِ اللّيْلِ يَغصِبُها | بِوَابلٍ من عَمُودِ الشّدّ مَشهومِ |
فَآبَ رَامي بَني الحرْمانِ مُلْتَهِفاً | يَمْشِي بِفُوقَينِ مِنْ عُرْيانَ محْطومِ |
فَظَلّ مِنْ أسَفٍ، أنْ كانَ أخطأها، | في بَيتِ جوعٍ قَصِيرِ السّمكِ مهدومِ |
مَحكانُ شَرُّ فُحولِ النّاسِ كُلّهِمِ، | وَشَرُّ وَالِدَةٍ أُمُّ الفَرَازِيمِ |
فحْلانِ لمْ يَلْقَ شَرٌّ مِنْهُمَا وَلَداً، | مِمّنْ تَرَمّزَ بَينَ الهِنْدِ وَالرّومِ |
يا مُرّ يا ابنَ سُحَيْمٍ كيْفَ تَشتمني، | عَبْدٌ لِعَبْدٍ لَئِيمِ الخالِ مَكْرُومِ |
ما كُنْتَ أوّل عَبْدٍ سَبّ سَادَتَهُ | مُوَلَّعٍ بَينَ تَجْدِيعٍ وَتَصْلِيمِ |
تُبْنى بُيُوتُ بَني سَعدٍ، وبَيَتُكمُ | على ذَلِيلٍ مِنَ المَخْزاةِ مَهْدُومِ |
فَاهْجُرْ دِيَارَ بَني سَعْدٍ، فَإنّهُمُ | قَوْمٌ على هَوَجٍ فِيهِمُ وَتَهْشِيمِ |
من كُلّ أقَعَس كالرّاقُودِ حُجزَتُهُ | مَمْلُوءةٌ مِنْ عَتِيقِ التّمْرِ وَالثّومِ |
إذا تَعَشّى عَتِيقَ التّمْرِ قَامَ لَهُ | تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذو أضامِيمِ |