أقول لحرف قد تخون نيها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقُولُ لحَرْفٍ قَدْ تَخَوّنَ نيَّهَا | دُؤوبُ السّرَى إدْلاجُهُ وَأصَائِلُهْ |
عَلَيْكَ بِقَصْدٍ للمَدِينَةِ، إنّهَا | بهامَلِكٌ قَدْ أتْرَعَ الأرْضَ نائِلُهْ |
نَمَتْهُ فُرُوعُ الزِّبْرِقانِ، وَقَدْ نمَى | بِهِ مِنْ قُرَيشِ الأبْطَحَينِ أوَائِلُهْ |
لَهُ أبْطَحاها الأعظَمانِ، إذا التَقَتْ | قُرَيشٌ، وَكانَ المَجدُ أعلاهُ كاهلُهْ |
أقُولُ لأزْوَالٍ أبُوهُمْ مُجاشِعٌ، | بَني كُلّ مَشْبُوبٍ طَويلٍ حمائلُهْ |
إلى خالِدٍ سِيرُوا، فإنْ تَنْزِلُوا بِهِ | جَميعاً وَقدْ ضُمّتْ إلَيْهِ ذَلاذِلُهْ |
تكُونُوا كَمنْ لاقَى الفُرَاتَ إذا التَقى | عَلَيْهِ أعالي مَوْجِهِ وَأسَافِلُهْ |
وَكَائِنْ دَعَوْنَا الله حَتى أجَابَنَا | بأبْيضَ عاَصِيٍّ تَفِيضُ أنَامِلُهْ |
نَمَتْهُ بطاحِيّو قُرَيْشٍ كَأنّهُ | حُسامٌ جَلا الأطْبَاعَ عَنْه صيَاقِلُهْ |
نَمتْهُ النّوَاصي من قُرَيْشٍ وَقد نمى | بهِ مِنْ تَميمٍ رَأسُ عِزٍّ وَكَاهِلْهْ |
أتَانَا رَقِيبُ المُسْتَغِيثِينَ رَبُّنَا، | تَفِيضُ عَلَينا كلَّ يَوْمٍ فَوَاضِلُهْ |
كَأنّ الفُرَاتَ الجَوْنَ أصْبَحَ دارِئاً | عَلَيْنَا، إذا ما هَزْهَزَتْهُ شَمايلُهْ |
أتَى خالِدٌ أرْضاً وَكانَتْ فَقِيرَةً | إلى خَالِدٍ لَمّا أتَتْهَا رَوَاحِلُهْ |
فَلَمّا أتَاهَا أشْرَقَتْ أرْضُهًّ لَهُ، | وَأدْرَكَ مَنْ خافَ المُلحَّاتِ نائِلُهْ |
فإنّ لَهُ كَفّينِ في رَاحَتَيْهِما | رَبِيعُ اليَتَامَى وَالمَساكِينِ وَابِلُهْ |
إذا بَلَغَتْ بي خالِداً، وَهيَ لمْ تقُمْ، | فَبَلّ يَدَيْها من دَمِ الجَوْفِ سائِلُهْ |
وَكَائِنْ عَلَيها من رَدِيفٍ وَحَاجَةٍ، | وَمَجْدٍ إلى مَجْدٍ رَوَاسٍ أثاقِلُهْ |
إلَيْكَ طَوَى الأنْساعَ حَوْل رِحالِها | هَوَاجِرُ أيّامٍ بِلَيْلٍ تُوَاصِلُهْ |
نَمَتْهُ قُرَيْشٌ أكْرَمُوها وَدارِمٌ، | وَسَعْدٌ إلى المَجْدِ الكَرِيمِ قَبايِلُهْ |