تزود منها نظرة لم تدع له
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ | فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا |
فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً | بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا |
فَإلاّ تُفَادي أوْ تَدِيهِ، فَلا أرَى | لهَا طَالِباً إلاّ الحُسَامَ المُهَنّدَا |
كَأنّ السّيُوفَ المَشْرَفِيّةَ في البُرَى | إذا اللّيْلُ عَنْ أعْناقِهِنّ تَقَدَّدَا |
حَرَاجيجُ بَينَ العَوْهَجيّ وَدَاعِرٍ | تَجُرُّ حَوَافِيهَا السّرِيحَ المُقَدَّدَا |
طَوَالِبَ حَاجاتٍ بِرُكْبَانِ شُقّةٍ، | يَخُضْنَ خُدارِيّاً من اللّيلِ أسوَدَا |
وَمَا تَرَكَ الأيّامُ والسَّنَةُ الّتي | تَعَرّقَ نَابَاهَا السّنَامَ المُصَعَّدَا |
لَنَا وَالمَوَاشي باليَتَامَى يَقُدْنَهُمْ | إلى ظِلّ قِدرٍ حَشَّها حِينَ أوْقَدَا |
أخُو شَتَواتٍ يَرْفَعُ النّارَ للقِرَى، | إذا كَعَمَ الكَلْبَ اللّئيمُ وَأخْمَدَا |
وَرِثتَ ابنَ حرْبٍ وَابنَ مَرْوَانَ وَالذي | بِهِ نَصَرَ الله النّبيَّ مُحَمّدَا |
تَرَى الوَحْشَ يَسَتحيينَهُ إذْ عَرَفنَه، | لَهُ فَوْقَ أرْكانِ الجَرَاثيمِ سُجّدَا |
أبَى طِيبُ كَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا، | وَإعطاؤكَ المَعرُوفَ أنْ تَتَشَدّدَا |
لحَقْنِ دَمٍ أوْ ثَرْوَةٍ مِنْ عَطِيّةٍ | تكونُ حيَا مَن حَلّ غَوْراً وَأنجَدَا |
وَلَوْ صَاحَبَتْهُ الأنْبِيَاءُ ذَوُو النّهى | رَأوْهُ مَعَ المُلْكِ العَظِيمِ المُسَوَّدَا |
وَمَا سَالَ في وَادٍ كَأوْدِيَةٍ لَهُ، | دَفَعْنَ مَعاً في بَحْرِهِ حِينَ أزْبَدَا |
وَبَحْرُ أبي سُفْيَانَ وَابْنَيْهِ يَلْتَقي | لَهُنّ إذا يَعْلُو الحَصِينَ المُشَيَّدَا |
رَأيْتَ مِنَ الأنْعَامِ في حَافَتَيْهِما | بَهائِمَ قَدْ كُنّ الغُثَاءَ المُنَضَّدَا |
فَلا أُمَّ إلا أم عيسى عَلِمْتُهَا | كَأُمّكَ خَيراً أُمّهَاتٍ وَأمْجَدَا |
وَإنْ عُدّتِ الآباءُ كنتَ ابنَ خَيرِهم، | وَأمْلاكِها الأوْرَينَ في المَجْدِ أزْنُدَا |