تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَمَنّى ابنُ مَسعُودٍ لِقائي سَفَاهَةً، | لَقَد قالَ حَيْناً يَوْمَ ذاكَ وَمُنكَرَا |
مَتى تَلْقَ مِنّا عُصْبَةً يا ابنَ خَالِدٍ | رَبيئَةَ جَيشٍ أوْ يَقودونَ مِنْسَرَا |
تَكُنْ هَدَراً إنْ أدرَكَتْكَ رِماحُنا، | وَتُترَكَ في غَمّ الغُبَارِ مُقَطَّرَا |
مَنَتْ لَكَ مِنّا أنْ تُلاقيَ عُصْبَةً | حِمَامُ مَنَايَا قُدْنَ حَيْناً مُقَدَّرَا |
عَلى أعْوَجِيّاتٍ، كَأنّ صُدُورَهَا | قَنا سَيْسَجانٍ مَاؤهُ قَدْ تَحَسّرَا |
ذَوَابِلَ تُبْرَى حُولُها لِفُحُولِهَا، | تَرَاهُنّ مِنْ قَوْدِ المَقانِبِ ضُمَّرَا |
إذا سَمِعَتْ قَرْعَ المَساحِلِ نَازَعَتْ | أيَامِنُهُمْ شَزْراً مِنَ القدّ أيْسَرَا |
يَذُودُ شِدادُ القَوْمِ بَينَ فُحُولِها | بِأشْطانَهَا مِنْ رَهْبَةٍ أنْ تُكَسّرَا |
وَكُلُّ فَتىً عَارِي الأشاجعِ لاحَهُ | سَمُومُ الثّرَيّا لَوْنُهُ قَدْ تَغَيّرَا |
على كُلّ مِذْعانِ السُّرَى رَادِنِيّةٍ | يَقُودُ وَأىً غَمرَ الجِرَاءِ مُصَدَّرَا |
شَديدَ ذَنوبِ المَتنِ مُنغَمِسَ النَّسا | إذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَراثيمُ أحْضَرَا |
وَكَمْ مِنْ رَئِيسٍ غَادَرَتْهُ رِماحُنا | يمُجّ نجيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أحْمَرَا |
وَنَحْنُ صَبَحْنا الحَيَّ يَوْمَ قُرَاقِرٍ | خَميساً كأرْكانِ اليَمامَةِ مِدْسَرَا |
وَنَحْنُ أجَرْنَا يَوْمَ حَزْنِ ضَرِيّةٍ، | وَنَحنُ مَنَعنا يَوْمَ عَيْنَينِ مِنقَرَا |
وَنَحْنُ حَدَرْنَا طَيّئاً عَنْ جِبَالِها، | وَنحنُ حدَرْنا عن ذُرَى الغَوْرِ جَعفَرَا |
بِأرْعَنَ جَرّارٍ تَفِيءُ لَهُ الصُّوَى، | إذا ما اغتَدى من مَنزِلٍ أوْ تهَجّرَا |
لَهُ كَوْكَبٌ إذ ذرّتِ الشمسُ وَاضحٌ، | تَرَى فيهِ مِنّا دارِعِينَ وَحُسَّرَا |
أبي يَوْمَ جَاءتْ فَارِسٌ بجُنُودِها | على حَمَضَى رَدّ الرّئيسَ المشَوَّرَا |
غَدا وَمَساحي الخيْلِ تَقْرَعُ بَيْنَها، | وَلمْ يَكُ في يَوْمِ الحِفاظِ مُغَمِّرَا |
كَأنّ جُذُوعَ النّخْلِ لمّا غَشينَهُ | سَوَابِقُها مِنْ بَينِ ورْدٍ وَأشْقَرَا |