تزود فما نفس بعاملة لها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا، | إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا |
فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها، | وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا |
وَسوْفَ ترَى النّفسَ التي اكتدحَتْ لها | إذا النّفسُ لمْ تَنطِقْ وَماتَ وَرِيدُها |
وَكَمْ لأبي الأشْبالِ من فَضْلِ نِعمةٍ | بكَفّيْهِ عِنْدي أطْلَقَتْني سُغُودُها |
فأصْبَحتُ أمْشِي فَوْقَ رِجْلَيّ قائِماً | عَلَيْهَا وَقَد كانَتْ طَوِيلاً قُعُودُها |
وَكمْ يا ابنَ عَبدِ الله من فضْلِ نِعمةٍ | بكَفّيكَ عندي لمْ تُغَيَّبْ شهودُها |
وكَمْ لَكُمُ مِنْ قُبّةٍ قَدْ بَنَيْتُمُ، | يَطُولُ عِمَادَ المُبْتَنِينَ عَمُودُها |
بَنَتْهَا بِأيْدِيهَا بَجِيلَةُ خَالِدٍ، | وَنَالَ بهَا أعْلى السّمَاءِ يَزِيدُها |
وَجَدْتُكُمْ تَعْلُونَ كُلَّ قُبَيْلَةٍ، | إذا اعتَزّ أقْرَانَ الأمُورِ شَدِيدُها |
وَكَانَتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ غَارَةً، | فمنكُمْ مُحاميها وَمِنكُمْ عَميدُها |
وَكُنْتُمْ إذا عَالى النّسَاءُ ذُيُولَهَا، | ليسعَينَ من خَوْفٍ فمنكُمْ أُسودُها |
وَمَا أصْبَحَتْ يَوْماً بَجِيلَةُ خالِدٍ | وَإلاّ لَكُمْ أوْ مِنكُمُ مَنْ يَقودُها |
إذا هيَ ماسَتْ في الدّرُوعِ وَأقْبَلَتْ | إلى الباسِ مَشْياً لمْ تجدْ من يذودُها |
لَعمرِي! لَئنْ كانتْ بَجِيلَةُ أصْبحَتْ | قَدِ اهتَضَمَتْ أهلَ الجدودِ جدودُها |
لَقَدْ تُدْلِقُ الغَارَاتِ يَوْمَ لِقائِهَا، | وَقَد كانَ ضَرّابي الجَماجم صِيدُها |
مَعاقِلُ أيديها لِمَنْ جَاءَ عائِذاً، | إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنايا وَسُودُها |
وَكانتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ بالقَنا | وَبالهِنْدوَانيّاتِ يَفْرِي حَديدُها |
فَمَا خُلِقَتْ إلاّ لِقَوْمٍ عَطَاؤهَا، | يَكُونُ إلى أيْدي بَجِيلَةَ جُودُها |