وأمر من عللي تخلي ناظري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وأَمرُّ مِنْ عِلَلِي تَخَلِّي ناظِري | عَنْ حُسْنِ وَجْهِ خَلِيفَةِ الرَّحْمنِ |
البَرْجُ مِنْ رَحَبٍ ومِنْ تَمُّوزِهِ | والعَيْشُ فِي آبٍ وفي شَعْبَانِ |
فِي حَيْثُ أَطْلَقَتِ الشَّمَالُ عِقَالَها | وَدَنَا الخَرِيفُ بقَطْرِهِ المُتَدَانِي |
ما لِلْمُدَامَةِ بَعْدَ طُولِ وِصَالِها | صَدَّتْ صُدُودَ مُجَانِبٍ غَضْبَانِ |
لاَذَتْ بِحَرِّ القَيْظِ فامْتَنَعَتْ بِهِ | وتَعَوَّذَتْ بالقُرْبِ مِنْ رَمَضَانِ |
فَلَئِنْ سَلِمْتُ لأَرْوِيَنَّ صَحَابَتي | مِنْ كُلِّ بِكْرٍ فِي الدِّنَانِ حَصَانِ |
حَتَّى أَرَاني كُلَّ مُظْلِمِ لَيْلَةٍ | بَيْنَ الصَّحِيحِ العَزْمِ والنَّشْوَانِ |
لِلشَّهْر أَنْ تَدَعَ المَلاَهِي كُلَّها | فِيهِ وإِنْ كَرُمَتْ عَلَى النَّدْمَانِ |
اللهُ لِلْمُعَتزِّ جَارٌ ، إِنَّهُ | جَارُ لَنَا مِنْ رَيْبِ كُلِّ زَمَانِ |
المُصْطَفَى للمُؤْمِنِينَ خَلِيفةً | والمُرْتَضَى لِحِيَاطَةِ الإِيمانِ |
مَلِكٌ نَعُدُّ العَفْوَ منهُ خَلِيقَةٍ | والعَفْوُ خَيْرُ خَلائِقِ الإِنْسانِ |
أَعْطَى الرَّعِيَّةَ سُؤْلَها مِن عَدْلِهِ | فِي السِّرِّ مُجْتَهِداً وفي الإِعْلاَنِ |
وأَنَالَها مِنْ سَيْبهِ ونَوَالِهِ | أَفْضَالَ لا مُكْدٍ ولا مَنَّانِ |
جُمِعَتْ قُلُوبُهُمُ إِلَيْهِ بِبَيْعَةٍ | كَانَتْ شَبِيهَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ |
أُثْنِي بأَنْعُمِهِ الَّتي هُوَ أَهْلُهَا | ودِرَاكِ جَدْوَاهُ الَّذِي أَوْلاَنِي |
مَنْ شَاكِرٌ عَنِّي الخَلِيفَةَ فِي الَّذِي | أَوْلَى مِنَ الإِفْضَالِ والإِحْسَان؟ |
حَتَّى لَقَدْ أَفْضَلْتُ مِنْ أَفْضَالِهِ | ورَأَيْتُ نَهْجَ الجُودِ حِينَ أَرَانِي |
مَلأَتْ يَدَاهُ يَدَي وشَرَّدَ جُودُهُ | بُخْلِي فأَفْقَرَنِي كَمَا أَغْنَانِي |
وَوَثِقْتُ بالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً | مِنْهُ فأَعْطَيْتُ الَّذي أَعْطَاني |