علل النفوس قريبة أوطانها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عِلَلُ النّفُوسِ قَرِيبَةٌ أوْطانُهَا | وَصَلَتْ، فمَلّ وِصَالَها جيرَانُهَا |
سَهُلَتْ لرَائدِها الجِبالُ: ثَبيرُها، | فجَليلُها، فَشَمَامُهَا، فأبَانُهَا |
فاشكُرْ يَدَ الأيّامِ في حُسْنٍ فقَد | عَفّى إسَاءَتَهَا بِهِ إحْسَانُهَا |
أوَ مَا تَرَاهُ تَغَيّرَتْ قُمْرِيّةٌ | في لَوْنِهِ، فتَغَيّرَتْ ألْوَانُهَا |
نَفْسِي فِداؤكَ أَيُّهَا النّفسُ التي، | لوْ خُلّيَتْ، أوْدَى بها خُلاّنُهَا |
قد زِدتَ في مَرضِ القلوبِ، فبرّحَتْ | بُرَحاؤها، وَتَضَاعَفَتْ أشجانُهَا |
ما عِلّةٌ كَتَمَ التّجَهّلُ سِرَّهَا، | لَوْ لمْ يُخَبّرْنَا بِِهَا إعْلانُهَا |
أُنْبِئُتَهَا بالغَيْبِ، ثُمّ رَأيْتُهَا | تَدنُو مَسافَتُها، وَيَصْغُرُ شانُهَا |
وَسَمعتُ وَصفَكَها، فقُلتُ لوَ أنّها | زَادَتْ، وأكبرُ بُغْيَتِي نُقصَانُهَا |
لا تَبعَثَنّ لهَا الهُمُومَ قَوَاصِداً، | بَعدَ الهُمومِ، فإنّها أعْوَانُهَا |
أنّى أَخَافُ جِماحَها مِنْ بَعدِما | ظَهَرَ الدّوَاءُ، وفي يَدَيهِ عِنانُهَا |
ضَرْبٌ من المَكرُوهِ يَدفَعُ آخَراً ، | كالنّارِ كُفّ بغَرْقَدٍ وَقَدانُهَا |
وَالسّيفُ قد يُنقيهِ من كدَرِ الصّدا | كَدَرُ المَداوِس بِكرُها وعَوَانُهَا |
وَالبَدرُ يكسِفُهُ النّهَارُ، فتبتَدي | ظُلَمُ الدّجَى، فتُنيرُهُ أدجانُها |
لا تَعْدُمِنْكَ عَشيرَةٌ تَسْمُو إلى | سَعدِ العَشِيرَةِ عَمرُها، وَقِنانُهَا |
فلأنْتَ، يَوْمَ نَعُدُّ أحْسَنَ ما لها، | يَدُهَا الصَّناعُ، وَوَجهُها ولِسانُهَا |