قفا في مغاني الدار نسأل طلولها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قِفَا في مَغاني الدّارِ نَسألْ طُلُولَها، | عَنِ الأُنَّسِ المَفْقُودِ كانوا حُلولَهَا |
مَتى أجمَعَتْ سُعدَى رَحيلاً، فإنّهُ | قَليلٌ لسُعدَى أنْ نُخَشّى رَحيلَهَا |
وَلَوْ آذَنَتْنَا بالتَحمَّلُِ، غُدْوَةً، | لَشَيّعَ رَكْبٌ بالدّمُوعِ حُمُولَهَا |
شَنِئْتُ الصَّبَا إذْ قيلَ وَجّهنَ نَحْوَها، | وَعادَيْتُ مِنْ بَينِ الرّياحِ قَبُولَهَا |
وَلوْ ساعدتْ سُعدى على الحُبّ ذا هوًى | أبتْ قوْلَ وَاشيها، وَعاصَتْ عَذولَهَا |
إذا أرْسَلَتْ طَيفاً يُذَكّرُني الجَوَى، | رَدَدْتُ إلَيها، بالنّجاحِ، رَسُولَهَا |
أجِدَّ الغَوَاني مَا تَزَالُ مُجِدّةً | تَبَارِيحَ شَجْوٍ، ما بَرَدْتُ غَليلَهَا |
تَعَلّقْ بأسْبَابِ الوَزِيرِ، وَلا تُبَلْ | أمُبَرَمَها عُلّقْتَهُ أمْ سَحيلَهَا |
نَوَاظِرُ مُعْتَلٍّ يُصَرَّفُ لحْظُها، | وَإنْ أغْفَلَ العُوّادُ سَهواً غَليلَهَا |
مُضِيءٌ، وَأبْهَى المَشرَفيّاتِ أنْ ترَى | مؤثَّرَها مِنْ جَوْهَرٍ، أوْ صَقيلَهَا |
عَظيمُ كَرَاديسِ المَوَاكِبِ، قادِرٌ | على الدّرْعِ أنْ يَغتالَ عَنه فضُولَهَا |
إذا قَلّبَ الآرَاءَ ألْغَى خَسيسَهَا، | وَأزْلَفَ مُخْتَاراً إلَيْهِ أصِيلَهَا |
إذا أوْطَأ الشُّقْرَ الدّمَاءَ، مُشايِحاً، | أعَادَ إلى تِلكَ الشّياتِ حُجُولَهَا |
يُؤمَّلُ جَدْوَاهُ، وَمَرْجُوُّ نَيْلِهِ، | كمَا غَنِيَتْ مِصْرٌ تُؤمِّلُ نِيلَهَا |
لُهًى سَوَّدْتْهُ دُونَ قَوْمٍ ،وَلَمْ يَدَعْ | جَوادُ الرِّجالِ أَنْ يَسُودَ بَخِيلَهَا |
تُرَاحُ الغَوَادي أنْ تُشَاهِدَ عِنْدَهُ | شَبَائِهَهَا مِنْ سَيْبِهِ، وَشُكُولَهَا |
تَقَرّى جُنوبَ الأرْضِ جوداً وَنائلاً، | وَطَبّقَ عَدْلاً حَزْنَها وَسُهولَهَا |
وَلَوْ سِيقَتِ الدّنْيَا إلَيْهِ بِأسْرِهَا، | وَلمْ يَتْلُهَا حَمْدٌ لَعَافَ قَبُولَهَا |
بَقيتَ، فكأيِنْ جِئتَ بادىءَ نِعْمَةٍ، | يَقِلُّ السّحَابُ أنْ يَجيءَ رَسيلَهَا |
وَأعطَيْتَ طُلاّبَ النّوَافِلِ سُؤلَهمْ، | فمِنْ أينَ لا تُعطي القَصَائدَ سُولَها |
وَوَلّيتَ عُمّالَ السّوَادِ، فَوَلّني | قَرَارَةَ بَيْتي مُدّةً لَنْ أُطيلَهَا |
قَصَرْتُ مَسَافَاتِ المدائِحِ عَامِداً | وَحقُّكَ أَنْ تُعْطى بِجَدْوَاكَ طُولَهَا |
حَبسْتُ القَوَافِي عَنْكَ وهْيَ نَوَازِعٌ | تُجَاذِبُ مِنْ شَوقٍ إِليكَ كُبُولَهَا |
فَهَا أَنَا إِنْ تُطْلِقَ سَبِيِلي ميَُسَّراً | إِلى بَلَدِي أُطْلِقْ لَديْكَ سَبِيلَهَا |
وَمَا شَكَرَ النَّعْمَاءَ مِثْليَ شَاكِرُ | إِذا قَائِلُ الأَقوامِ جَزَى فَعُولَهَا |
فَكَيْف َتَرَاني صَانِعاً في كَثِيرِهَا | إِذا كُنْتُ أُجْزَى بالكثِيرِ قَلِيلَهَا |