ذاك وادي الأراك فاحبس قليلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذاكَ وَادي الأرَاكِ فاحبِسْ قليلا، | مُقصِراً مِنْ صَبابَةٍ، أوْ مُطيلا |
قِفْ مَشوقاً، أوْ مُسعِداً، أوْ حَزِيناً | أوْ مُعيناً، أوْ عاذِراً، أوْ عَذُولا |
إنّ بَينَ الكَثيبِ فالجِزْعِ فَال | رَامِ رَبْعاً لآلِ هِنْدٍ مُحيلا |
أبْلَتِ الرّيحُ وَالرّوَائحُ وَالأيّا | مُ مِنْهُ مَعَالِماً وَطُلُولا |
وَخِلافُ الجَميلِ قَوْلُكَ للذّا | كِرِ عَهدَ الأحبابِ: صَبراً جَميلا |
لا تَلُمْهُ على مُواصَلَةِ الدّمْـ | ـعِ، فَلُؤمٌ لَوْمُ الخَليلِ الخَليلا |
علَّ ماءَ الدّموعِ يُخمدُ نَاراً | مِنْ جوَى الحبّ، أوْ يَبُلّ غليلا |
وَبُكَاءُ الدّيَارِ مِمّا يَرُدُّ الـ | شّوْقَ ذِكرْاً وَالحبَّ نِضْواً ضَئيلا |
لمْ يَكُنْ يَوْمُنَا طَوِيلاً بنُعما | نٍ، وَلكِنْ كان البُكاءُ طَوِيلا |
قَدْ وَجَدْنَا مُحَمّدَ بنَ عَليٍّ | غايَةَ المَجْدِ، قائِلاً وَفَعُولا |
وَلَقينَا شَمائِلاً تَنثُرُ المِسْـ | ـكَ سَحيقاً، كما لَقينا الشَّمُولا |
وَرَأيْنَا سِيمَا ندىً وَسَمَاحٍ، | لمْ نُرِدْ، بَعدَها، عَلَيْهِ دَليلا |
أشْعَرِيٌّ، حَبَاهُ عيسى بنُ موسى | شَرَفاً، بَاتَ للسّماكِ رَسيلا |
وَجوَادٌ لَوْ أَنَّ عافِيهِ رَامُوا | بُخْلَهُ لَمْ يَرَوْا إِليْهِ سَبِيلاَ |
خَلّفَ الفَوْتَِ للجِيَادِ، وَألْقَى | في مَدَى المَجدِ غُرّةً وَحُجولا |
بَلَغَ المَكْرُماتِ طُولاً وَعَرْضاً، | وَتَنَاهَتْ إلَيْهِ عَرْضاً وَطُولا |
وَبَنُو الأشْعَرِ الذي مَلأ الأرْ | ضَ رِجَالاً، وَنَجدَةً وَخُيولا |
شَوْكَةٌ ما أصَابَتِ الدّهر، إلاّ | تَرَكَتْ في الغِرَارِ مِنْهُ فُلُولا |
رَادَةُ المجَمْدِ، أوّلاً وأخيراً، | وأُولو المَجْدِ وَاحِداً وَقَبيلا |
وَنُجُومٌ، إذا تَوَقّدْنَ في الخَطْ | ـبِ حُبّاً يُرْضُونَ فيه الرّسُولا |
فَكَأنّ الأُصُولَ كانَتْ فُرُوعاً، | وَكَأنّ الفُرُوعَ كانَتْ أُصُولا |
ومُحِبُّونَ لِلرَّسُولِ وأَهْلِ البَيْتِ | حُبًّا يُرْضُونَ فيهِ الرَّسُولا |
سَلَبُوا البِيضَ بَزَّهَا فَأَقامُوا | بِظُبَاهَا التَّأْوياَ والتَّنْزِيلاَ |
تحسِبُ الشِّيبَ في الوَقيعَةِ شُبّا | ناً إذا صَافَح الصّقيلُ الصّقيلا |
فإذا حَارَبُوا أذَلّوا عَزِيزاً، | وإذا سَالَمُوا أعَزّوا ذَليلا |
وإذا عِزَّ مَعْشَرِ زَالَ يَوْماً، | مَنَعَ السّيفُ عزَّهمْ أنْ يَزُولا |
يَا أبَا جَعْفَرٍ لَقَدْ راحَ إفْضَا | لُكَ خَطْباً على الكِرَام، جَليلا |
ردَّ معرُوفُكَ الكَثيرَ قَليلاً، | وَأرَى جُودُكَ الجَوَادَ بَخِيلا |
لا أظُنُّ البُخّالَ يُوفُونَك الشّكـ | ـرَ، وَلَوْ كانَ بُكرَةً وَأصِيلا |
جَعَلَتْهُمْ مِنْ غَيرِمْ دُفَعٌ مِنْـ | ـكَ أفادَتْ حَمداً وَأعطَتْ جَزيلا |
كَمْ لجَدْوَاكَ مِنْ مَقامٍ لَعَمْرِي، | كانَ، من رَيّقِ السّحابِ، بَديلا |
عندَ وَجْهٍ طَلْقٍ، إذا مَا تَبَدّى | لحُزُونِ الخُطوبِ عادَتْ سُهُولا |
يَئِسْ الحَاسِدونَ مِنْكَ، وَكانوا | أسَفاً يَنظُرُونَ نَحوَكَ حُولا |
وَرأوْا أنّهُمْ إذا وَصَلُوا تِلْـ | ـكَ المَساعي بالفِكرِ ذابوا نحُولا |
فَثَنَوْا عَنْكَ أعْيُناً وَقُلُوباً، | لمْ يَرُدّوا إلاّ حَسيراً كليلا |
وَكَفاني على الذي يُوجَدُ الفَضْـ | ـلُ لَدَيْهِ بالحَاسِدينَ دَلِيلا |