شرخ الشباب أخو الصبا وأليفه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شَرْخُ الشّبابِ أخو الصّبَا، وأليفُهُ، | والشَّيبُ تَزْجِيَةُ الهَوَى وَخُفُوفُهُ |
وأرَاكَ تَعجَبُ مِنْ صَبَابَةِ مُغرَمٍ | أسْيَانَ طَالَ على الدّيارِ وُقُوفُهُ |
صَرَفَ المَسَامِعَ عَن مَلامةِ عَاذِلٍ، | لا لَوْمُهُ أجْدَى، وَلاَ تَعْنِيفُهُ |
وأَبي الظَّعائنِ يَوْمَ رُحن َلَقَدْ مًضى | فِيهِنَّ مَجْدَولُ القَوَامِ قَضِيفُهُ |
شَمْسٌ تألّقُ، والفِرَاقُ غُرُوبُهَا | عَنّا، وَبَدْرٌ، والصّدُودُ كُسُوفُهُ |
فإذا تَحَمّلَ مِنْ تِهَامَةَ بَارِقٌ، | لَجِبٌ، تَسيرُ مَعَ الجَنُوبِ زُحُوفُهُ |
صَخِبُ العِشِّي، إذا تَهامة ُبْرُقُهُ | ذَعَرَ الأجَادِلَ في السّماءِ حَفيفُهُ |
فَسَقَى اللّوَى لا بل سَقَى عَهدَ اللّوَى | أيّامَ تَرْتَبِعُ اللّوَى وَنَصِيفُهُ |
حَنّتْ رِكابي بالعِرَاقِ، وَشَاقَها | في نَاجِرٍ، بَرْدُ الشّآمِ وَرِيفُهُ |
وَمَدافعُ السّاجُورِ، حَيثُ تَقَابَلَتْ | في ضِفّتَيْهِ تِلاعُهُ وَكُهُوفُهُ |
وَيَهيجُني ألاّ يَزَالَ يَزُورُني | مِنْها خَيَالٌ، مَا يَغُبُّ مُطيفُهُ |
وَشِفَاءُ ما تجدَُ الضّلُوعِ مِنَ الجَوَى | سَيرٌ يَشُقُّ، على الهِدانِ، وَجِيفُهُ |
إنْ لَمْ يُرَيّثْنَا الجَوَازُ عَنِ الّتي | نَهْوَى، وَيَمْنَعْنَا النّفُوذَ رَفيفُهُ |
أوْ نَائِلُ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ، الذي | للمَكْرُمَاتِ تَليدُهُ، وَطَرِيفُهُ |
مَلِكٌ بِعَالِيَةِ العِرَاقِ قِبَابُهُ، | يَقْرِي البُدُورَ بها، ونحنُ ضُيُوفُهُ |
لَمْ ألْقَهُ، حَتّى لَقِيتُ عَطَاءَهُ | جَزْلاً، وَعَرّفَني الغِنَى مَعرُوفُهُ |
فَتَفَتّحَتْ بالإذْنِ لي أبْوَابُهُ، | وَتَرَفّعَتْ عَنّي إلَيْهِ سُجُوفُهُ |
عَطَفَتْ عَليّ عِنَايَةٌ مِنْ وُدّهِ، | وَتَتَابَعَتْ جُمَلاً إِلَي أُلُوفُهُ |
عَالي المَحَلّ، أنَالَني بِنَوَالِهِ | شَرَفاً، أطَلّ عَلَى النّجُومِ مُنيفُهُ |
أيُّ اليَدَينِ أجَلُّ عِنْدِيَ نِعْمَةً: | إغْنَاؤهُ إيّايَ، أمْ تَشْرِيفُهُ |
غَيْثٌ تَدَفّقَ، واللُّجَينُ رِهَامُهُ، | فينَا، وَلَيْثٌ والرّماحُ غَرِيفُهُ |
وَليَ الأُمُورَ بِرأَيهِ فَسَدَادُهُ | إمْضَاؤُهُ بالحَزْمِ، أوْ تَوْقيفُهُ |
وَثَنى العُداةَ إلَيْهِ عَفْوٌ، لَوْ وَنَى | لَثَنَتْهُمُ غَصْباً إلَيْهِ سُيُوفُهُ |
نِعَمٌ، إذا ابْتَلّ الحَسُودُ بِسَيْبِها | أحْيَتْهُ بالإفْضَالِ، وَهيَ حُتُوفُهُ |
قُلْ للأمِيرِ، وأيُّ مَجدٍ ما التَقَتْ | مِن فَوْقِ أبْنِيَةِ الأميرِ سُقُوفُهُ |
أمّا السّماحُ، فإنّ أوََّلَ خِلّةٍ | زَائَنْْهُ أنّكَ صِنْوُهُ، وَحَلِيفُهُ |
لَمّا لَقِيتُ بكَ الزّمانَ تَصَدّعَتْ | عَنْ سَاحَتي أحْدَاثُهُ، وَصُرُوفُهُ |
وأمِنْتُهُ، وَلَوَ أنّ غَيْرَكَ ضَامِنٌ | يَوْمَيْهِ لَمْ يُؤمَنْ عَلَيّ مَخُوفُهُ |
فَلَئِنْ جَحَدْتُ عَظيمَ ما أوْلَيْتَني، | إنّي، إذاً، وَاهي الوَفَاءِ ضَعِيفُهُ |
لمْ يأتِ جُودُكَ سَابِقاً في سُؤدَدٍ، | إلاّ وَجَاهُكَ للعُفَاةِ رَدِيفُهُ |
غَيْثَانِ إنْ جَدْبٌ تَتَابَعَ أقْبَلا، | وَهُمَا رَبيعُ مُؤمِّلٍ، وَخَرِيفُهُ |
فَهَلُمّ وَعْدَكَ في الإمَامِ، فإنّهُ | فَضْلٌ إلى جَدْوَى يَدَيْكَ تُضِيفُهُ |
وَهْوَ الخَليفَةُ، إنْ أسِرْ، وَعَطَاؤهُ | خَلْفي، فإنّ نَقيصَةً تَخْليفُهُ |