كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري | ما أَجَنَّتْ أَضالعي مِن أُواري |
وارى صاحبي سلواً وفي القلـ | ـلبِ زنادٌ من قادحِ الشوقِ واري |
جلداً أظهرُ السرورَ وإنْ أضـ | ـمرتُ حزناً بين الحَشا متواري |
فسقى اللّهُ بين آبِل والمر | جِ ثقالاً من الغوادي السواري |
كلَّ وطفاءَ تحسبُ الرعدَ فيها | بعدَ وهنٍ تَجاوبَ الأطيارِ |
ورُبا عَزَّتَا وقد جادَها الثلـ | ـجُ ولاحتْ من سائر الأقطارِ |
كعروسٍ من آل ساسانَ تُجلى | في دبيقي حُلَّة ٍ وإِزارِ |
وزماناً مضى على آبِل السو | ق وليلُ الشبابِ وحفٌ خداري |
ومسرَّاتُنا طِوالٌ عِراضٌ | والليالي قصيرة ُ الأعمارِ |
أجتلي بنتَ كرمة ٍ خزنتها الـ | ـرومُ دهراً ما بين طينٍ وقارِ |
صَيْدَنائيَّة ُ المناسب لكنَّ | أباها إذا اعتزى كانَ قاري |
من يدري كل مترفِ ساحر الطَّر | فِ جميلِ الأوصافِ كالدينارِ |
بجبينٍ مثلِ الصباحِ منيرٍ | تحتَ ليلٍ تضلُّ فيه المَداري |
ما رأى الناسُ قبلهُ بدرَ ليلٍ | طافَ في مجلسٍ بشمس نهارِ |
في رِياضٍ مثلِ السماءِ اخضراراً | زينتها أزاهرٌ كالدّاري |
أحكمَ الصنعَ شهرَكانونَ فيها | فشذاها يُثني على آذارِ |
مثلُ رزقي يدرُّ لي بخراسا | ن ومدحي في أهل جَيرون جاري |
أَتمناهُم وهيهاتَ أَقصى الـ | ـدهرُ عنهم داري وشطَّ مزاري |
غيرَ أني أَطوفُ في طلب الرز | قِ كأني كلّفتُ مسحَ البراري |
ومحالٌ قولي لنفسي عزاءً | سرعة ُ السيرِ عادة ُ الأقمارِ |
لو يخَلَّى القَطا لنامَ ولو خُلّـ | يتُ لم أَرم عن وِجاري وَجاري |
ولو أني خيّرتُ في هذه الدنـ | ـيا لما اخترتُ غيرَ قومي وداري |
فأيادي مبارز الدين أدنى | لثَرائِي وعزمُه لانتصاري |
أَدْركَتنِي نُعماه في آخر الهنـ | ـد فما ظنكم بهِ وهو جاري |
أمَّنتني يمناهُ من جورِ أيا | مي وجادت يَساره بيَساري |
مَهَّدَ الشامَ عدلُه فالطَلا الأخـ | ـرقُ يرعى مع الذئابِ الضواري |
دامَ تُخطيه حادثاتُ المنايا | نافذاً حكمهُ على الأقدارِ |