أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي | يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ من الوجدِ |
تعرَّصَ وهناً والنجومُ كأنها | مصابيحُ رهبانٍ تُشَبُّ على بُعدِ |
حننتُ إليهِ بعدما نامَ صحبتي | حنينَ العشار الحائماتِ إِلى الوردِ |
يُذكرني عصراً تقضَّى على الحِمى | وأيامَنا في أيمنِ العَلَمِ الفردِ |
وإذا أمُّ عمروٍ كالغزالة ِ ترتعي | بواي الخزامى روضَ ذاتِ ثرى ً جعدِ |
غُلاميَّة ُ التخطيط ريميَّة الطُّلى | كثيبيّة ُ الأردافِ خوطيَّة ُ القدِّ |
حفظتْ لها العهدَ الذي ما أضاعهُ | صدودٌ ولا ألوى بهِ قدمُ العهدِ |
ألا يانسيمَ الريحِ من تلِ راهطٍ | وروضِ الحمى كيفَ اهتديتِ إلى الهندِ |
تسديتنا والبحرُ دونكَ معرض | وبيدٌ تَحاماها جَوازي المها الرُبدِ |
فأصبحَ طِيبُ الهندِ يخفى مكانُه | حياءً ولا يبدو شذا العنبرِ الوردِ |
أأهلُ الحمى خصوكَ منهم بنفحة ٍ | فأصبحتَ معتلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ |
لئنْ جمعتْ بيني وبينهمُ النوى | فأيُّ يدٍ مشكورة ٍ للنوى عندي |
فما زالتِ الأيامُ تمهي شفارها | وتشحذُ حتى استأصلتْ كلَّ ما عندي |
فأقبلتُ أَجتابُ البلادَ كأنني | قذى ً حالَ دونَ النومِ في أعينٍ رمدِ |
فلم يبقَ حزنٌ ما توقلَّتُ متنهُ | وَلَمْ يبقَ سهلٌ ما جررتُ به بُردي |
أكدّ ويكدي الدهرُ في كلّ مطلبٍ | فيا بؤسَ حظّي كم أكدّ وكم يكدي |
طريدُ زمانٍ لم يجدْ لصروفهِ | بغيرِ ذرا البابِ العزيزيّ من وردِ |
فلما استقرتْ في ذَراهُ بي النَوى | وألقتْ عصاها بين مزدِحمَ الوفدِ |
تنصلَ دهري واستراحتْ من الوجى | قلوصي ونامتْ مقلتي وعلا جدي |