عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ | فتخضلَّ أثباجُ الحمى ورحابهُ |
وتسري الصباي جانبيه عليلة ً | كما فتقتْ من حضرميّ عيابهُ |
خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى | للمياءَ طيفاً يزدهيني عتابهُ |
فيا من لراجٍ أنْ تبيتَ مُغِذَّة ً | ببيداءَ دونَ الماطرونَ ركابهُ |
إذا جبلُ الريُّانِ لاحتْ قبابهُ | لعيني ولاحتْ من سنيرِ هضابه |
وهبَّتْ لنا ريحٌ أتتنا من الحِمى | تحدثُ عمّا حمّلتها قبابه |
وقامتْ جبالُ الثلج زُهراً كأنها | بقيَّة ُ شيبٍ قد تلاشى خضابُه |
ولاحتْ قصورُ الغوطتين كأنها | سفائنُ في بحرٍ يعبُّ عُبابُه |
وأعرض نسرٌ للمصلَّى غديَّة ً | كما انجابَ عن ضوءِ النهار ضَبابُه |
لثمتُ الثرى مستشفياً بترابه | ومَن لي بأنْ يَشفي غليلي ترابُه |
ومستخبرٍ عنَّا وما من جهالة ٍ | كشفتُ الغِطا عنه فزالَ ارتيابُه |
وأَذْكَرُتُه أيام دمياط بيننا | وبين العدى والموتُ تهوي عُقابُه |
وجيشاً خلطناهُ رحابٌ صدورهُ | بجيشٍ من الأعداءِ غلبٍ رقابه |
وقد شرقتْ زرقُ الأسنَّة ِ بالدما | وأنكرَ حدَّ المشرفيِّ قرابه |
وعرَّد إلاَّ كلَّ ذمرٍ مغامسٍ | ونكَّبَ إلاّ كلَّ زاكٍ نصابه |
تركناهمُ في البحر والبر لُحمة ً | تقاسمهمْ حيتانه وذئابه |
ويوماً على القيمون ماجتْ متونهُ | بزرق أعاديه وغصَّتْ شِعابُه |
نثرنا على الوادي رؤوساً أعزَّة ً | لكل أخي بأسٍ منيعٍ جنابُه |
ورضنا ملوكَ الأرض بالبيض والقنا | فذلَّ لنا من كل قطرٍ صعابه |
فكم أمردٍ خطَّ الحسامُ عذاره | وكم أشيبٍ كان النجيعَ خضابه |
وكم قد نزلنا ثغرَ قوم أعزَّة ٍ | فلم نَرْتَحِلْ حتى تَداعى خرابُه |
وكم يوم هولٍ ضاقَ فيه مجالُنا | صبرنا له والموتُ يُحرق نابُه |
يسيرُ بنا تحتَ اللواءِ ممدَّحٌ | كريمُ السجايا طاهراتٌ ثيابُه |
نجيبٌ كصدرِ السمهريِّ منجّحٍ الـ | ـسرايا كريمُ الطبعِ صافٍ لبابُه |
من القومِ وضَّاحُ الأسرَّة ِ ماجدٌ | إِلى آلِ أيوبَ الكرامِ انتسابُه |
ففرَّج ضيقَ الْقَوْمِ عنَّا طعانُه | وشتَّت شملَ الكفر عنّا ضِرابُه |
وأصبح وجهُ الدين بعد عبوسهِ | طليقاً ولولاهُ لطالَ اكتئابه |
جهادٌ لوجه اللهِ في نصر دينهِ | وفي طاعة ِ اللهِ العزيزِ احتسابُه |
حميتُ حمى الإسلامٍ فالدينُ آمنٌ | تُذاد أقاصيهِ ويُخشى جنابُه |
وما بغيتي إِلاَّ بقاؤك سالماً | لذا الدينِ لا مالٌ جزيلٌ أُثابُه |