أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها | وولدانُ روضِ النَّيربين وحورُها |
ومنبجسٌ في ظلّ أحوى كأنه | ثيابُ عروسٍ فاحَ منها عبيرُها |
منازلُ أنسٍ ما أمحَّتْ ولا امَّحتْ | بمرِّ الغوادي والسواري سطورها |
كأنَّ عليها عبقريَّ مطارفٍ | من الوَشي يُسديها الحَيا ويُنيرُها |
تزيد على الأيام نوراً وبهجة ً | وتذوي الليالي وهي غضٌّ حَبيرُها |
إِذا الريحُ مرَّتْ في رباها كريهة ً | حباها بطيب النشرِ فيها مرورها |
سقى اللهُ دوْحَ الغُوطتين ولا ارتوى | من الموصلِ الحدباءِ إلا قبورُها |
فيا صاحبي نجواي بالله خبِّرا | رهينَ صباباتٍ عسيرٌ يسيرُها |
أمن مرحٍ مادتْ قدودُ غصونها | ببهجتها أم أطربتها طيورها |
خليليَّ إنَّ البينَ أفنى مدامعي | فهل لكما من عبرة ٍ أستعيرها |
لقد أنسيت نفسي المسراتُ بعدكم | فإنْ عادَ عيدُ الوصلِ عاد سرورها |
على أَنَّ لي تحت الجوانح غلَّة ً | إِذا جادها دمعٌ تلظَّى سعيرُها |
وقاسمتماني أن تعينا على النوى | إِذا نزواتُ البين سار سؤورُها |
ففيمَ تماديكم وقد جدَّ جدُّها | كما تريانواستمرَّ مريرُها |
وأصعبُ ما يلقي المحبُّ من الهوى | تداني النوى من خلة ٍ لا يزورها |
فيا ليتَ شعري الآنَ-دع ذكر ما مضى - | أوائل أيامِ النوى أَمْ أخيرُها |
متى أنا في ركبٍ يؤمُّ بنا الحمى | خفافٌ ثِقالٌ بالأماني ظهورُها |
حروفٌ بأفعالٍ لهنَّ نواصبٌ | إِذا آنستْ خفضاً فرفعٌ مسيرُها |
تظنُّ ذُرى لبنانَ والليّلُ عاكفٌ | صديعَ صباحٍ من سُراها يجيرُها |
وقد خلَّفتْ رعنَ المداخل خلفَها | ونكَّبَ عنها من يمين سنيرها |
فيفرحَ محزونٌ وَيكبتَ حاسدٌ | وتبردَ أكبادٌ ذكيٌّ سعيرها |
وقد ماتتْ الآمالُ عندي وإنما | إِلى شرفِ الدين المليكِ نُشورُها |
مليكٌ تحلى الملكُ منه بعزمة ٍ | بها طالَ مِن رمح السِماك قَصيرُها |
يلاقي بني الآمالِ طلقاً فبشرهُ | بما أمَّلته من نجاحٍ بَشيرُها |
فما نعمة ٌ مشكورة ٌ لا يبثُّها | وما سيرة ٌ محمودة ٌ لا يَسيرُها |
همامٌ تظلُّ منه الشمسُ منعزماتهِ | محجبة ٌ نقعُ المذاكي ستورها |
مهيبٌ فلو لاقى الكواكب عابساً | تساقطتِ الجوزا وخرَّت عَبورُها |
تشرّفُ أندى السحبِ إنْ قال قائلٌ | لأدنى نوالٍ منه هذا نظيرُها |
حلفتُ بما ضمتْ أَباطحُ مكة ٍ | غداة َ منى ً والبُدْنُ تَدمى نُحورُها |
لقد فازَ بالملكِ المعظَّمِ أمة ٌ | إِلى عدله المشهورِ رُدَّتْ أُمورُها |