أنزاعا في الحب بعد نزوع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنَزَاعاً في الحُبّ بَعدَ نُزُوعِ، | وَذَهَاباً في الغَيّ بَعْدَ رُجُوعِ |
قَد أرَتْكَ الدّموعُ، يوْمَ تَوَلّتْ | ظُعُنُ الحَيّ، مَا وَرَاءَ الدّمُوعِ |
عَبَرَاتٌ مِلْءُ الجُفُونِ، مَرَتها | حُرَقٌ في الفُؤادِِ مِلْءُ الضّلُوعِ |
إنْ تَبِتْ وَادِعَ الضّمِيرِ فعِندي | نَصَبُ مِنْ عَشِيّةِ التّوْديعِ |
فُرْقَةٌ، لمْ تَدَعْ لعَيْنَيْ مُحِبٍّ | مَنظَراً بالعَقيقِ، غيرَ الرّبُوعِ |
وَهيَ العِيسُ، دَهرَها، في ارْتحالٍ | مِنْ حلولٍ، أوْ فُرْقةٍ من جَميع |
رُبَّ مَرتٍ مَرت ْتُجاذِبُ قُطْريهِ | سَراباً كالْمَنْهلِ المْمَشرُوعِ |
وَسُرًى تَنْتَحيهِ بالوَخْدِ، حتّى | تَصْدَعَ اللّيلَ عَن بَياضِ الصّديعِ |
كالبُرَى في البُرَى، وَيُحسَبنَ أحيا | ناً نُسُوعاً مَجدولَةً في النّسوعِ |
أبْلَغَتْنَا مُحَمّداً، فَحَمِدْنَا | حُسنَ ذاكَ المَرْئيّ وَالمَسموعِ |
في الجَنابِ المُخضَرّ وَالخُلُقِ السّكْـ | ـبِ الشّآبيبِ، وَالفِناءِ الوَسيعِ |
مِنْ فتًى، يَبتَدي، فيَكثُرُ تَبديـ | ـدُ العَطايا في وَفْرِهِ المَجْمُوعِ |
كلَّ يَوْمٍ يَسُنُّ مَجداً جَديداً، | بفَعالٍ، في المَكرُماتِ، بَديعِ |
أدَبٌ لمْ تُصِبْهُ ظُلْمَةُ جَهْلٍ، | فهوَ كالشّمسِ عندَ وَقتِ الطّلوعِ |
وَيَدٌ، لا يَزَالُ يَصرَعُها الجُو | دُ، وَرَأيٌ في الخَطبِ غيرُ صرِيعِ |
باتَ مِنْ دونِ عِرْضِهِ، فحَماهُ | خَلْفَ سُورٍ منَ السّماحِ مَنيعِ |
وَإذا سَابَقَ الجِيَادَ إلى المَجْـ | ـدِ، فَما البرْقُ خَلفَهُ بسَرِيعِ |
وَمَتى مَدّ كَفَّهُ نَالَ أقْصَى | ذلكَ السّؤدَدِ البَعيدِ، الشَّسوعِ |
أُسْوَةٌ للصّديقِ تَدْنُو إلَيْهِ | عَن مَحَلٍّ في النَّيلِ، عالٍ رَفيعِ |
وَإذا مَا الشّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ | للأخِلاّءِ، فهوعَينَ الوَضِيعِ |
يَا أبَا جَعْفَرٍ! عَدِمْتُ نَوَالاً | لَسْتَ فيهِ مُشَفّعي، أوْ شَفيعي |
أنتَ أعْزَزْتَني، وَرُبّ زَمَانٍ، | طالَ فيهِ بَينَ اللّئَامِ خُضُوعي |
لمْ تُضِعْني لَمّا أضَاعَنيَ الدّهْـ | ـرُ، وَلَيسَ المُضَاعُ إلاّ مُضِيعي |
وَرِجالٍ جارَوْا خَلائِقَكَ الغُرّ | وَلَيْسَتْ يَلامِقٌ مِنْ دُرُوعِ |
وَلَيالي الخَرِيفِ خُضْرٌ، وَلكِنْ | رَغّبَتْنَا عَنْهَا لَيالي الرّبيعِ |