قامَرَ بالنَّفس في هوى قمَر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قامَرَ بالنَّفس في هوى قمَر | ونالَ وَصْلَ البُدورِ بالبدرِ |
وافتضَّ أبكارَ لهوه طرَباً | إلى عَشَايا المُدَام والبُكُرِ |
لا يوم كاليوم أَبرزْتهُ لنا | رياضُه في مُشْهَر الحِبَر |
يومَ بهيمُ الزمان يخطر من | جماله في الحجول والغُرَرِ |
مسرَّة ٌ كيلُها بلا حَشفٍ | ولذَّة ٌ صَفْوُها بلا كدرِ |
قد ضُربتْ خيمة الغمام لنا | ورُشَّ جيشُ النَّسيم بالمطر |
وعندنا عاتِقانِ حَمراء كالشَّمـ | ـسِ وأخرى صفراء كالقمرِ |
بِكْرانُ هذي تُعابُ بالكِبَر الـ | ـبادي وهذي تُعابُ بالصِّغَر |
مدامة ٌ كَأَنَّ مِنْ تَقَادُمِها | عاصرها آدمٌ أبو البَشَرِ |
وبنت خدر تريك صورتُها | بدرَ الدُّجى في ردائها العَطِر |
حَنَّتْ على عُودها وقد بزلت | مدامَنا جمرة ً بلا شَرَرِ |
يَسْعَى علينا بها الوَصَائفُ قُلِّدْ | نَ مجوناً قلائد الزَّهرِ |
قُرَّطْنَ قُرْطَيْن إذْ جَلَبْنَ لنا | مُعَقْرَبَاتِ الأَصْدَاغِ والطُّرَرِ |
يا تاركاً طيبَ يومه لِغَد | تبيعُ عينَ السُّرور بالأثَرِ |
إنْ وَتَرتْ قلْبَكَ الهُمومُ فما | مثل انتصارٍ بالنَّاي والوتَرِ |
وشادِنٍ حيَّرَتْ لواحِظُهُ | ألحاظَ عينِ الغِزال بالحوَرِ |
أُجْبِرتُ في حُبِّهِ لأَعْذُرَهُ | فإنْ جَفاني احتجَجْتُ بالقَدَرِ |
سألتُه زورة ً فجادَ بها | وكلُّ هذا بألْسُنِ النَّظَرِ |
فَنِلْتُ سُؤْلي من رشف ريقَتِهِ | ومُنْيَتي من مآربٍ أخَرِ |