مَحاسِنُ الدَّيْر تَسبيحي ومِسْباحي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَحاسِنُ الدَّيْر تَسبيحي ومِسْباحي | وخَمْرُهُ في الدُّجى صُبْحِي ومِصْباحِي |
أَقمتُ فِيه إلى أَنْ صَارَ هَيْكَلُهُ | بَيتي ومِفتاحُهُ للأُنس مِفْتاحي |
مُنَادِماً في قَلالِيهِ رَهَابِنَة ً | راحَتْ خلائِقُهُم أصفَى من الرَّاحِ |
قَدْ عُدِّلُوا ثُقْلَ أوْزانٍ ومَعرِفَة ٍ | فيهم بِخِفَّة ٍ أَبْدانٍ وأَرْواحِ |
ووَشَّحُوا غُرَرَ الآداب فلْسَفَة ً | وحِكمَة ً بِعُلومٍ ذات إيضاحِ |
في طبِّ "بقراط" لحنُ "المَوْصِلي" وفي | نحو "المُبَرِّدِ" أَشْعارُ " الطِّرمَّاحِ" |
ومُنشِدٌ حين يُبديهِ المِزاجُ لَنا، | أَلَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ!؟ |
أخلفتُ في العُمرِ عُمرِي حينَ راحَ إلى | غيرِ البَطالَة ِ قلبي غيرَ مُرتاحِ |
مَا نُورُ أَحْدَاقِنا إلاَّ حَدَائِقُهُ | لامَ اللَّوائِمُ فِيهِ أَوْ لَحَا اللاَّحي |
بَدائِعٌ لاَ «لِدَيْرِ العَلْثِ» هُنَّ وَلاَ | "لِدَيْرِ حَنَّة َ" مِنْ " ذَاتِ الأُكَيْرَاحِ" |
وَكَمْ حَنَنْتُ إلى حاناتِه وغَدا | شَوْقي يُكَاثِرُ أَصْواتاً بأَقْداحِ |
حتّى تَخَمَّر خَمَّاري بِمَعْرِفَتي | وصيَّرتْ مُلَحِي في السُّكْرِ ملاحي |
«أبا مخايال» لا تعدم ضُحًى ودُجًى | سِجَالَ كُلّ مُلِثِّ الوَدْقِ سحَّاحِ |
إنْ تُفْنِ كأسُكَ أكْياسِي فإنَّ بها | يفُلُّ جيشَ همومي جيشُ أفراحي |
وإنْ أُقِمْ سُوقَ إطرابِي فلا عَجبٌ | هذا بِذاكَ إذَا ما قَامَ نوّاحِي |