ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ | خَوَّلنيهِ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ |
وشَدَّ أَزري بحسن صُحْبَتِهِ | فهو يدي والذراعُ والعَضُدُ |
صغيرُ سِنٍّ كَبيرٌ مَعْرِفَة ٍ | تمازج الضَّعْفُ فيه والجَلَدُ |
في سنّ بدر الدجى وصورته، | فمثله يُصْطَفَى ويفتقدُ |
مُعَشّق الطرف كُحْلُهُ كَحَلٌ | معطّلُ الجيد حليه جَيَدُ |
وورد خَدَّيْهِ والشقائق والتُّـ | ـفّاح والجلّنار منتضد |
رياضُ حسن زواهرٌ أَبداً | فيهنّ ماء النّعيم يَطَّرِدُ |
وَغُصْنُ بانٍ إِذا بَدَا؛ وإذا | شَدَا فَقُمْريُّ بانة ٍ غَرِدُ |
ثَقَّفَهُ كيْسُهُ فلا عِوجٌ | في بَعْضِ أَخْلاقِهِ ولا أَوَدُ |
أُنسي ولهوي وكلّ مأْربتي | مجتمع فيه ومُنْفَرِدُ |
ظريف مزح، مليح نادرة | جوهر حسنٍ، شراره يقد |
ما غاظني ساعة فلا صَخَبٌ | يمرُّ في منزلي ولا حَرَدُ |
مسامري إن دجا الظلام فلي | منه حديثٌ كأنَّه الشَّهَدُ |
مبارك الوجه مذ حظيتُ به | بالي رخيٌّ وعيشتي رَغَدُ |
خازنُ ما في يدي وحافظه | فلي شَيءٌ لديّ يفتقدُ |
يَصُونُ كتبي فكلّها حسَنٌ | يطوي ثيابي فكلُّها جددُ |
وحاجبي فالخفيف محتبسٌ | عندي به والثقيل مطردُ |
وصيفيّ القريض، وازن ديـ | ـنار المعاني الجياد، منتقدُ |
ويعرف الشّعر مثل معرفتي | وهو على أَن يزيد مجتهدُ |
وحافظ الدّار إن ركبتُ فما | على غلامٍ سواه أعتمدُ |
ومنفق مشفق إذا أنا أسـ | ـرفتُ وبذّرتُ فهو مقتصدُ |
وأبصر الناس بالطَّبيخ فكالـ | ـمسك القلايا والعنبر الثرد |
وهو يدير المدام إن جليت | عروس دنّ نقابها الزّبدُ |
تمنح كأسي يدٌ أَنامِلُها | تنحلُّ من لينها وتنعقدُ |
وكاتب توجد البلاغة في | ألفاظه والصَّواب والرَّشَدُ |
وواجدٌ لي من المحبّة والـ | ـرَّأْفة أَضعاف ما به أَجِدُ |
إِذا ابتسمتُ فهو مبتهجٌ | وإن تَنَمَّرْتُ فه مُرْتَعِدُ |
ذا بعضُ أَوصافه وقد بَقيتْ | له صِفاتٌ لم يَحْوِها العَدَدُ |