نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي | نقشاً على معصمٍ أوهتْ بهِ جلدي |
كأنهُ طرقُ نملٍ في أناملها | أَوْ رَوْضة ٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالبَرَدِ |
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها | فألبستْ زندها درعاً منَ الزردِ |
مَدَّتْ مَوَاشِطَهَا في كَفِّها شَركاً | تصيدُ قلبي بهِ منْ داخلِ الجسدِ |
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كُلِّ نَاحِيَة ٍ | وَنبلُ مقلتها ترمي بهِ كبدي |
وَعقربُ الصدغِ قدْ بانتْ زبانتهُ | وَناعسُ الطرفِ يقظانٌ على رصدي |
إنْ كانَ في جلنارِ الخدَّ منْ عجبٍ | فالصدرُ يطرحُ رماناً لمنْ يردِ |
وَخصرها ناحلٌ مثلي على كفلٍ | مرجرجٍ قدْ حكى الأحزانِ في الخلدِ |
إنسية ٌ لوْ بدتْ للشمسِ ما طلعتْ | منْ بعدِ رؤيتها يوماً على أحدِ |
سأَلْتُها الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا | مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بالكَمَدِ |
وَكمْ قتيلٍ لنا في الحبَّ ماتَ جوى ً | منَ الغرامِ وَلمْ يبدئْ وَلمْ يعدِ |
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ | إنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ والجَلَدِ |
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها | مَا إنْ أَرَى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ |
قدْ خلفتني طريحاً وَهيَ قائلة ٌ | تأَمَلُوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِکلأَسَدِ |
قالتْ لطيفِ خيالٍ زارني وَمضى | بِالله صِفْهُ وَلاَ تَنْقُص وَلاَ تَزِدِ |
فقالَ أبصرتهُ لوْ ماتَ من ظمإٍ | وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ |
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا فِي الحُبِّ عَادَتُهُ | يا بردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي |
وَاسترجعتْ سألتْ عني فقيلَ لها | مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ |
وَأمطرتْ لؤلؤاً منْ نرجسٍ وَسقتْ | ورداً وَعضتْ على َ العنابِ بالبرد |
وأَنْشَدَتْ بِلِسانِ الحالِ قَائِلَة ً | مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ جَلَدِ |
وَاللهِ ما حزنتْ أختٌ لفقدِ أخٍ | حزني عليه وَلا أمٌّ على َ ولدِ |
فأَسْرَعَتْ وأَتَتْ تَجْري عَلَى عَجَلٍ | فعندَ رؤيتها لمْ أستطعْ جلدي |
وَجرعتني بريقٍ منْ مراشفها | فعادتِ الروحُ بعدَ الموتِ في جسدي |
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفي | حتى على الموتِ لا أخلوُ منَ الحسدِ |