هِيَ الحَيَاة ُ الَّتِي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هِيَ الحَيَاة ُ الَّتِي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها | تميتها كلما شاءتْ وَتحييها |
لوْ أنها خاطبتْ ميتاً لكلمها | وَقامَ منْ قبرهِ شوقاً يلبيها |
عَادَيْتُ مِنْ أَجْلِهَا رُوحي وَقَدْ عَلِمَتْ | روحي بأني أعادي منْ يعاديها |
وَلستُ أبكي بدمعي حينَ تبعدني | لكِنْ بِرُوحي عَلَيْها حِينَ أَبْكيها |
للهِ إنسانُ طرفي حينَ صارَ بها | عَبْدي كَمَا صِرْتُ فيها عَبْدَ حُبِّيها |
غُرِيتُ بِاللَّوْمِ فيها إذْ غُرِيتُ بها | فَصِرْتُ أَهْوَى مَلاَمِي مِنْ مَلاَمِيها |
هذا لأَنَّ عَذابي صَارَ يَعْذُبُ لِي | فيها وَأنَّ حياتي منْ أياديها |
يا قاتلَ اللهُ قلبي كيفَ صبرني | دَعَوْتُ بِالمَوْتِ خَوْفاً مِنْ دَوَاعِيها |
بِحَقِّها يَا هَوَاهَا أَغْرِ هَجْرَكَ بِي | إذا تمنيتُ منها هجرَ وصليها |
رُحْ يَا سَقَامِي عَلَى الأَعْضَاءِ مُحْتَكِماً | كما غدوتَ لفرطِ السقمِ تفنيها |
خُذْ مِنْ قُوَى النَّفْسِ ما أَحْبَبْتَهُ صِلَة ً | مني وَلا تبقِ لي إنْ شئتَ باقيها |
وأَنْتَ فکحْكُمْ بِمَا تَهْوَاهُ يا تَلَفي | رضيتُ منكَ بهِ إنْ كنتَ ترضيها |
عَسَاكِرُ الشَّوْقِ في قَلْبِي مُخَيِّمَة ٌ | مُذْ خَيَّمَ الوَجْدُ لِي في رَبْعِ حُبِّيها |
هَا قَدْ لَبِسْتُ ثِيَابَ الضُّرِّ فِيكِ فَقَدْ | بُلِيتُ بِالسُّقْمِ فيها قَبْلَ أُبْلِيها |
وَحقَّ لاَ أبقيتُ - ما بقيتْ | عَيْني تَراكِ ـ لِعَيْنِي دَمْعَة ً فيها |
وَلا اشتكيتُ إليها ما وجدتُ بها | وضلا شكاني اشتكائي منْ تشكيها |