لجنونِ الهوى وهبتُ جناني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لجنونِ الهوى وهبتُ جناني | فَدَعَانِي يَا عَاذِلَيَّ دَعَاني |
اسْقِيَانِي ذَبِيحَة َ المَاءِ في الكأْ | سِ وَكفا عنْ شربِ ما تسقيانِ |
إنَّني قَدْ أَمِنْتُ بِالأَمْسِ إذْ مُتُّ | بِهَا أَنْ أَمُوتَ مَوْتاً ثَانِي |
قَهْوَة ٌ تَطْرُدُ الهُمُومَ إذَا مَا | مكنتْ منْ مواطنِ الأحزانِ |
نثرتْ راحة ُ المزاجِ عليها | حدقاً ما تدورُ في أجفانِ |
فَهْيَ تَجْرِي مِنَ اللَّطَافَة ِ في الأَرْ | واحِ مجرى الأرواحِ في الأبدانِ |
وَرَخِيمِ الدَّلاَلِ قَدْ تَاهَ في الحُسْـ | |
تتهادى بكاسهِ منْ هدايا | هُ إلَيْنا طَرَائِفُ الأَشْجَانِ |
ما رأينا ورداً كوردٍ بخديـ | ـهِ بدا طالعاً على غصنِ بانِ |
زارني وَالهلالُ في ساعدِ الأفـ | ـقِ كبحرٍ في نصفهِ نصفُ جانِ |
وَغدا وَالهلالُ في شركِ الفجـ | ـرِ شَرِيكي في قَبْضَة ِ الإرْتِهَانِ |
وَيمينُ الجوزاءِ تبسطُ باعاً | لعناقِ الدجى بغيرِ بنانِ |
وَكأنَّ الإكليلَ في كلة ِ الليـ | ـلِ ثَلاَثٌ مِنْ فَوْقِ عِقْدِ ثَمَانِ |
وَكأنَّ الذراعَ تحتَ الثريا | رَايَة ٌ رُكِّبَتْ بِغَيْرِ سِنَانِ |
وَكأَنَّ المِرِّيخَ إذْ رُمِيَ الغَرْ | تُ بهِ شعلة ٌ منَ النيرانِ |
وَكأَنَّ النُّجُومَ أَحْداقُ رُومٍ | ركبتْ في محاجرِ السودانِ |
رشأٌ تشرهُ النفوسُ إلى ما | في ثَنَايَاهُ مِنْ رَحِيقِ اللِّسانِ |
عفتهُ معْ تشوقٍ بي إليهِ | فَوِصالِي لَهُ عَلَى هِجْرَانِ |
لاَ وَمَا کحْمَرَّ مِنْ تَوَرُّدِ خَدَّيْـ | ـهِ وَما اصفرَّ منْ شموسِ الدنانِ |
لا أَطَعْتُ العَذُولَ في لَذَّة ِ الكأْ | سِ وَلا لمتُ عاشقاً في الزمانِ |
سأُطِيلُ السُّجُودَ في قِبْلَة ِ الكأْ | سِ بتسبيحِ ألسنِ العيدانِ |
كَمْ صَلاة ٍ عَلَى فَتى ً مَاتَ سُكْراً | قَدْ أُقِيمَتْ فِينا بِغَيْرِ أَذَانِ |
أَيُّها الرَّائِحُ الَّذِي رَاحَتَاهُ | بخضابِ الكؤوسِ مخضوبتانِ |
عجْ بضحكِ الأقداحِ في رهجِ القصـ | ـفِ إذَا مَا بَكَتْ عَلَيْهِ القَنَانِي |
وَاسقني القهوة َ التي تنبتُ الور | دَ إذا شئتَ في خدودِ الغواني |
لاَ تدغدغْ صدرَ المدامِ بأيدي الـ | ـمزجِ ما دغدغتْ صدورُ المثاني |
في رِيَاضٍ تُرِيكَ في اللَّيْلِ مِنها | سرجاً منْ شقائقِ النعمانِ |
كَتَبَتْها أَيْدِي السَّحَابِ بِأَقْلاَ | مِ دُمُوعٍ عَلَى طُرُوسِ المَغاني |
ألفاتٍ مؤلفاتٍ وَلاما | تٍ تَكَوَّنَ مِنْ ضَمِيرِ المَعَاني |