يشوقك توخيد الجمال القناعس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَشُوقُكَ تَوخِيدُ الجِمَالِ القَنَاعِسِ | بأمثالِ غِزْلاَن الصّرِيمِ الكوانِسِ |
بِبِيضٍ، أضَاءَتْ في الخُدُورِ كأنّها | نجُومُ دُجًى جَلّتْ سَوَادَ الحَنَادِسِ |
صَدَدْنَ بصَحرَاءِ الأرِيكِ، وَرُبّما | وَصَلْنَ بأحْنَاءِ الدَّخُولِ فَرَاكِسِ |
ظِبَاءٌ ثَنَاهَا الشَّيْبُ وَحشاً، وَقد تُرَى | لرَيْعِ الشّبابِ، وَهْيَ جِدُّ أوَانِسِ |
إذا هِجْنَ وَسْوَاسَ الحُليّ تَوَلّعَتْ | بِنَا أرْيحِيّاتُ الجَوَى والوَساوِسِ |
وَمِنْهُنَّ مَشغُولٌ بهِ الطّرْفُ هارِبٌ | بعَيْنَيْهِ مِنْ لحظِ المُحِبّ المُخَالِسِ |
يُخَبِّرُ عَنْ غُصْنٍ مِنَ البَانِ مائدٍ، | إذا اهتَزّ في ضَرْبٍ من الدَّلّ مائسِ |
عَذيريَ مِنْ رَجْعِ الهُمُومِ الهَوَاجِسِ، | وَمِنْ مَنْزِلٍ للعَامِرِيّةِ دارِسِ |
وَلَوْعَةِ مُشَتَاقٍ تَبِيتُ كأنّها | إذا اضْطَرَمَتْ في الصّدْرِ شُعلةُ قابسِ |
لِيَهْنىءْ بَنِي يزداد أنّ أكُفّهُمْ | خَلائِفُ أنْوَاءِ السّحابِ الرّوَاجِسِ |
ذَوُو الحَسَبِ الزّاكِي المُنِيفِ عُلُوُّهُ | على النّاسِ والبَيتِ القَدِيمِ القُدَامِسِ |
إذا رَكِبُوا زَادُوا المَوَاكِبَ بَهجَةً، | وإنْ جَلَسُوا كانُوا بُدورَ المَجالسِ |
بَنو الأبحُرِ المَسجُورَةِ الفَيضِ والظُّبَى الـ | ـقَواضِبِ عُتْقاً، والأُسُودِ العَنَابِسِ |
لَهُمْ مُنْتَمًى في هَاشِمٍ بوَلائِهِمْ، | يُوَازِي عُلاهُمْ في أرُومَةِ فارِسِ |
وأقْلاَمُ كُتّابٍ، إذا ما نَصَصْتَها | إلى نَسَبٍ، كانَتْ رِمَاحَ فَوَارِسِ |
يَرَوْنَ لعَبْدِ الله فَضْلَ مَهَابَةٍ، | تُطأطىءُ لحظَ الأبْلَخِ المُتَشَاوِسِ |
لَنِعْمَ ذُرَى الآمَالِ يَتْبَعْنَ ظِلّهُ، | وَوِرْدُ مَحَلاّةِ الظّنُونِ الخَوَامِسِ |
مُلُوكٌ وسَادَاتٌ عِظَامٌ جُدودُهُمْ | وأَخْوَالُهُ من أَمْجدِين أَشَاوِسِ |
بِهِمْ تُجْتَلَى الطَّخْيَاءُ عن كل حِنْدِسٍ | وَأوْجُهُمْ مِثْلُ الْبُدورِ القَوَابِسِ |
تُرَدُّ شَذَاةُ الدّهْرِ مِنْهُ بمُسرِعٍ | إلى المَجْدِ لا الوَاني ولا المُتَقَاعِسِ |
بأبلَجَ ضَحّاكٍ إلَيْنا بِما انْطَوَتْ، | عَلى مَنْعِهِ، كُلْحُ الوُجُوهِ العَوَابِسِ |
وَمُسْتَحصَدِ التّدبيرِ، للفَيءِ جامعٍ، | وَللدّينِ مُحتاطٍ، وَللمُلْكِ حارِسِ |
يُجاري أباً سَاسَ الخِلاَفَةَ دَهْرَهُ، | برأيٍ مُعَانٍ للأُمُورِ، مُمَارِسِ |
وَلَيس يُلَقّى الحَزْمَ إلاّ ابنُ حازِمٍ، | وَليسَ يَسُوسُ النّاسَ إلاّ ابنُ سائِسِ |
يُخَلّي الرّجالُ مَجدَكُم لا تَرُومُهُ، | وَهُمْ نَابِهُو الأخطارِ شُمُّ المَعَاطِسِ |
وَلَمْ أرَ مثلَ المَجدِ ضَنّتْ بغَيرِهِ، | وَجَادتْ بهِ نَفسُ الحَسُودِ المُنافِسِ |
وَلا كالعَطايا يُشرِفُ النّجمَ ما بَنَتْ، | وَهُنّ مَنَالٌ للأكُفّ اللّوامِسِ |
أبَا صَالِحٍ إنّ المَحَامِدَ تَلتَقي | بساحةِ رَحبٍ، مِن فَنَائِكَ آنِسِ |
بحَيْثُ الثّرَى رَطْبٌ يَرُفُّ نَبَاتُهُ | رَفيفاً، وَعَهْدُ الدّهْرِ لَيسَ بخائِسِ |
تَقَيّلْتَ مِنْ أخلاقِ يَزْدادَ أنجُماً، | تَوَقَّدُ في داجٍ منَ اللّيلِ، دامسِ |
وما بَرِحَتْ تُدْني نَجاحاً لآمِلٍ | مُرَجٍّ، وتَسْتَدعي رَجاءً لآيِسِ |
وَكَانَ عَطاءُ الله قَبْلَكَ كاسمِهِ | لِعَافٍ ضَرِيكٍ، أوْ لأسْيانَ بائِسِ |
فِداؤكَ أبْنَاءُ الخُمُولِ، إذا هُمُ | ألامُوا، وأرْبَابُ الخِلالِ الخَسائِسِ |
وإنْ كُنتَ قَد أخّرْتَ ذِكْرَ مَعونتي، | وألغَيْتَ رَسمي في الرّسومِ الدّوَارِسِ |