عزمت على المنازل أن تبينا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عَزَمْتُ عَلى المَنَازِلِ أنْ تَبينَا، | وَإنْ دُمْنَ بَلِينَ كمَا بَلِينَا |
نُمَتَّعُ مِنْ تَداني مَنْ قَلِينَا، | وَنُمْنَعُ مِنْ تَداني مَنْ هَوينَا |
فََكَمْ مِنْ مُنتَوًى لَهُمُ لوَ انّا | نُعَاني مُرّهُ حِيناً، فَحِينَا |
جَمَعْنَا مِنْ لَيَاليهِ شُهُوراً، | وَمِنْ أعْدادِ أشْهُرِهِ سِنِينَا |
نُليحُ مِنَ الغَرَامِ، إذا اعْتَرَانا، | وَأبْرَحُ مِنْهُ ألاّ يَعْتَرِينا |
وَمِنْ سُقْمٍ مَبيتُ المَرْءِ خِلواً، | بلا سُقْمٍ يَبيتُ لَهُ، وَهِيَنا |
شَرِكْنَا العِيسَ ما نَدَعُ التّصَابي | لوَاحدَةٍ، وما تَدَعُ الحَنِينا |
إذا بَدأتْ لَنَا أُسْلُوبَ شَوْقٍ، | رَأيْنَا في التَّصَابيِ مَا تُرِينَا |
بعُمْرِكَ كَيفَ نَرْضَى مَا أبَانَا | منَ الدّنْيَا، وَنَسخَطُ ما رَضِينَا |
عَنَانا مَا عَسَاهُ يُزَالُ عَنّا، | وَأنْصَبَنَا تَكَلُّفُ ما كُفِينَا |
يُقَيَّضُ للحَرِيضِ الغَيْظُ بَحْتاً، | وَتَتَجِهُ الحُظُوظُ لمَنْ قُضِينَا |
وَما هوَ كائنٌ، وَإنِ استَطَلْنَا | آلَيْه النّهْجَ، يوشكُ أنْ يكونَا |
فَلا تُغْرَرْ مِنَ الأيّامِ، وَانظُرْ | إلى أقْسَامِها عَمّنْ زَوَيْنَا |
كَلِفتُ بنُجحِ سارِيَةِ المَطايا، | إذا أسْرَتْ إلى أذْكُوتِكِينَا |
إلى خَوْفِ العِدَى، حتّى يَبيتُوا | عَلى ضِغْنِ، وَأمْنِ الخائِفِينَا |
فتَى الفِتيَانِ، عَارِفَةً وَبأساً، | وَخَيرُ خِيارِهمْ، دُنْيا وَدِينَا |
أبَاحَ حِمَى الدّيالِمِ في حُرُوبٍ، | سَقَتْ هِيمَ القَنَا، حتّى رَوِينا |
إذا طَلَبُوا لها الأشْبَاهَ كَانَتْ | غَرَائبَ ما سُمِعْنَ، وَلا رُؤيَنا |
وأعْهَدُ أرْضهِمْ أعْدَى سِبَاعاً، | وَآشَبُ عِنْدَ عادِيَةٍ عَرِينَا |
فتِلْكَ جِبَالُها عَادَتْ سُهُولاً، | وَكانَتْ قِبْلَ مَغزَاهُ حُزُونَا |
وَكانُوا جَمْعَ مَملَكَةٍ، فالُوا | طَوائِفَ في مَخابيهِمْ عَزِيَنا |
وَلمْ يَنْجُ ابنُ جِسْتَانٍ لِشَيْءٍ، | سِوَى الأقْدارِ غَالَبَتِ المَنُونا |
وَكَمْ مِنْ وقعَةٍ قَدْ رَامَ فيها | ظُهُورَ الأرْضِ، يَجعَلُها بُطونَا |
يَصُدُّ عَنِ الفَوَارِسِ صَدَّ قالٍ | عَنِ العَشَرَاتِ، يَحسَبُها مِئينَا |
يُلاوِذُ، وَالأسِنّةُ تَدّرِيهِ، | شِمَالاً، حيثُ وُجّهَ، أوْ يَمينَا |
سَمَا لبَوَارِهِ حِرْقٌ، إذا مَا | سَمَا للصّعْبِ أوْجبَ أنْ يَهُونَا |
أبُو حَسَنٍ، وَمَا للدّهرِ حَليٌ | سوَى آثَارِهِ الحَسَنَاتِ فِينَا |
يَقِلُّ النّاسُ أنْ يَتَقَيّلُوهُ، | وَأنْ يَدْنُوا إلَيْهِ مُشاكِلينَا |
وَظَنُّكَ بالضّرَائبِ أنْ تُكَافَا، | كَظَنّكَ بالأصَابعِ يَسْتَوينَا |
وَلمْ أرَ مِثْلَهُ حَشدَتْ عَلَيْهِ | صُرُوفُ الدّهْرِ أبْكاراً وَعُونَا |
أقَرَّ عَلى نُزُولِ الخَطْبِ جَاشاً، | وَأوْضَحَ تَحْتَ حَادِثَةٍ جَبِينَا |
نَسِينَا ما عَهِدْنا، غَيرَ أنّا | يُذكّرُنَا نَداهُ مَا نَسِينَا |
وَلَوْلا جُودُهُ البَاقي عَلَيْنَا، | لَكَانَ الجُودُ أنْفَسَ ما رُزِينَا |
أُعِينَ على مُكَايَدَةِ الأعادِي، | مِنِ ابنِ الشَّلْمَغانِ، بِما أُعِينَا |
بأزْهَرَ مِنْ بَني سَاسَانَ يَلْقَى | بهِ اللاّقُونَ عِلْقَهُمُ الثّمِينا |
تَقَصّرَ عَنْ مِثَال يَدَيْهِ عِلْماً، | فقَصْرُكَ أنْ تَظُنّ بهِ الظّنُونَا |
وَما هوَ غَيرُ خوْضِ الشّكّ ترْمي | إلَيهِ، حَيثُ لا تَجِدُ اليَقينَا |
وقَدْ صَلُبَتْ على ظَنّ المُنَاوِي | قَنَاةٌ، آيَسَتْ مِنْ أنْ تَلِينَا |
وَلَمّا كَشّفَتْهُ الحَرْبُ أعْلَى | لهَا لهَباً، يَهُولُ المُوقِدِينَا |
تُرِيكَ السّيفَ هَيْبَتُهُ مُذالاً، | وَيُكنَى عَنْ حَقيقَتِها مَصُونَا |
مُثَبِّتُ نِعْمَةٍ ، ومُزِيلُ أَخْرَى | إِذا أَمَرتْ عَوَاذِلَهُ عُصِينَا |
تَتَبّعَ فائِتَاتِ الخيرِ، حتّى | ونُثِْري رَوَاجِعاً عَمّا طُوينَا |
يَرَى دُوَلَ الصّلاحِ بعَينِ رَاعٍ، | يَكَادُ يُعيدُهُنّ كَمَا بُدِينَا |
متى لم يَزْكُ في العَرَبِ ارْتِيادي، | حَطَطْتُ إلى رِباعِ الأعجَمينَا |
نُوَالي مَعْشَراً قَرُبُوا إلَيْنا | وَنَشْرَى مِنْ تَطَوّلِ آخَرِينا |
وَقُرْبَى الأبْعَدينَ، بِما أنَالُوا، | تََخُصُّكَ دونَ قُرْبَى الأقْرَبينَا |
بَنُو أعْمَامِنا الدّانُونَ مِنّا، | وَوَاهِبَةُ النّوَالِ بَنُو إبِينَا |