سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ | عَلَى الَّتي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ |
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها | إلاَّ وأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ |
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنَانَ دَمٍ | كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ |
ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ | فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرَى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ |
منْ لي برحمة ِ قلبٍ ليسَ يرحمني | كأنَّ نُقْصانَ وَجْدِي فيهِ تَزْييدُ |
تُوَلِّدُ النارَ فيهِ ماءُ سَلْوَتِهِ | فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ |
كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً | وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ |
نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي | من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ |
لَوْلاَ عَلاَئِقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بِي | لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ |
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي | بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزَانِ تَسْويدُ |
فَلاَ صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَة ٍ | ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ |
إنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوى ً | مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجُودُ |
لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها | ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ |
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعِي فشجَّعَني | قلبٌ له في کنحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعيدُ |
متى يبالي ثرى ً أنْ لا يرى مطراً | فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ |
هَا قَدْ تأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ | أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ |
وَدَّعْتُها وَبِنَحْرِي مِنْ مَدَامِعِها | نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ |
فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ | كأَنَّهُ مِنْ صَدِيدِ النَّفْسِ مَصْدُودُ |
وکسْتُدْعِيَتْ فأَجَابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ | في وجنة ِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدث |
وَصورتْ في مراة ِ الأفقِ صورتها | فَلِي إلَيْها بِرُسْلِ اللَّحْظِ تَرْدِيدُ |
جَاهَدْتُ بالصَّبْرِ في إثْرِ العَزاءِ فَمَا | رَجَعْتُ إلاَّ وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ |