زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحْبابِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحْبابِ | بعد يأْسٍ من مُغْرَمٍ بکجْتِنَابِ |
فاسقني يا غلامُ عاش ليَ العيـ | ـشُ، مُداماً تُجْلَى بحَلْي الحَبابِ |
ما تَرَى النَّايَ نبَّهَ العُودَ يَا صَا | حِ فَذَا نَادِبٌ وَذَا فِي کنْتِحابِ |
وغناءً يكادُ أنْ يسكنَ الما | ءُ لتغريدهِ عنِ الاضطرابِ |
من فتاة ٍ وصالها لي صدودٌ | و مواعيدها كلمعِ السرابِ |
نزعوها مساويَ البعدِ لما | ألبسوها محاسنَ الإقترابِ |
حين ألقتْ ذوائباً مثلَ نايا | تٍ زنامية ٍ بلا أثقابِ |
وتلَوَّثْ ملطومة الخدِّ بالوَرْ | د وعادتْ كالشَّمْسِ بعدَ الذَّهابِ |
في رياضٍ كأَنَّها ليس تَرْضَى | بکشتغالي بها عنِ الأَحْبابِ |
نمَّ نمامها إلى روعِ قلبي | أَنَّهُ مُؤْمِنٌ له مِنْ عِقَابِ |
لَوْ تَصَدّى نسيمُها لِمَشِيبٍ | عاد مِنْهُ إلَى أَوانِ الشبابِ |
دَبَّجَ الغَيْثُ رَوْضَها مُذْ بَدا يَسْـ | ـحبُ منْ فوقها ذيولَ السحابِ |
وَغَدا النَّرْجِسُ المُفَتِّحُ فيها | كعيونٍ تطلعتْ منْ نقابِ |
وَ شقيقٍ تراهُ يسرجُ في الروْ | ضِ إذا ما بدا بغير شهابِ |
كسهامٍ من الزبرجدِ قدْ ركـ | ـبَ فيها أزجة ُ العنابِ |
يَجْتَلِيها بَنَفْسَجٌ في حِدَادٍ | و بهارٌ في صورة ِ المرتابِ |
رسمتْ لي رسومُها كيف أَشْتا | قُ إليها في جَيْئَتي وَذَهابي |
عاشقٌ لونَ عاشقيهِ إذا ما | راعَهم من ذِهابِهِ بالذَّهابِ |
شربهُ من نسيمِ كافورِ طلًّ | و غذاهُ منْ زهرِ مسكِ الترابِ |
في طروسٍ ما بين سطرٍ منَ الروْ | ضِ وَسَطْرٍ يُقْرَا بِلاَ إعْرَابِ |
سَوْفَ أُكْفى ، بِـ«أَحْمَدٍ» لا سواهُ | من زماني، تَسَبُّبَ الأَسْبَابِ |
الذي لا تراهُ مذْ كان إلاَّ | واقفاً بين نائلٍ وعقابِ |
نثرتْ كفه المواهبَ لما | نَظمْتها عُلاهُ لِلطُّلاَّبِ |
رائحٌ في العُلى براحة ِ جُودٍ | بابُ أموالها بلا بوابِ |
لِيَ فيه مذاهبٌ مُذْهباتٌ | مقبلاتُ الإقبال عند الذهابِ |
أخذتْ من لطافة ِ الحسن طبعاً | مزجتهُ بحسنِ طبعِ الشرابِ |
يَا «أَبَا قَاسمٍ» أَزالَتْ عطايا | كَ صِعَاباً من الخُطوبِ الصِّعابِ |
لاَ وَمَنْ رَدَّ عاقِبَاتِ الرزايا | بعطايا منها على الأعقابِ |
ما أبالي إذا حسبتك منْ دهـ | ـرِي بما كان ساقطاً من حِسابي |
بَخِلَ الباخلون عنَّا فأَمْطَرْ | تَ لنا نائلاً بغير سحابِ |
حالتي تقتضيكَ دون اقتضائي | أنْ يكون الثوابُ دستَ الثيابِ |
كلما لامَني خَبيثٌ بعَتْبٍ | قام لِبْسِي له مقامَ الجوابِ |
فتبينْ عنوانَ حاليَ فالعنـ | ـوانُ ينبي بكلَّ ما في الكتاب |
كنتُ أَخْشَى خرابَ دَهري وَقَدْ قُمْـ | ـتَ لعُمرانِ كلِّ دَهْرٍ خَرابِ |
قلما ينفقُ الأديبُ ولن ينـ | ـفُقَ إلاَّ عَلَى ذَوِي الآدَابِ |
وَا حيائي منَ العيونِ إذا ما | عايَنَتْنِي في هذه الأَسْلاَبِ |
يَقْطَعُ العَضْبُ إنْ نَبَا عَنْ قَليلٍ | و يعودُ الهلالُ بعدَ الغيابِ |