وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا | فَصَبَا إلَيهِ مِنَ الفُتونِ هَوَائِي |
يوهيه حملُ وشاحهِ فتراهُ من | تَرَفِ النعيمِ يَئِنُّ في إخْفَاءِ |
تدمى سوالفه إذا لاحظتها | بخفيِّ كرِّ اللَّحْظِ والإيماءِ |
وكأَنَّ عقربَ صُدْغِهِ لمَّا انثنتبْ | قافٌ معلقة ٌ بعطفة ِ فاءِ |
فإذا نظرتُ إلى محاسنِ وجههِ | لم يروَ من نظري إليهِ ظمائي |
حازَ الجمالَ بأَسْرِهِ فكأَنَّما | قسمتْ عليه محاسنُ الأشياءِ |
متبسمٌ عن لؤلؤٍ رطبٍ حكى | برداً تساقطَ من عقودِ سماءِ |
تُغْنِي عَنِ التُّفاحِ حُمرة ُ خَدِّهِ | و تنوبُ ريقته عن الصهباءِ |
وَيُدِيرُ عَيناً في حَديقة ِ نرجسٍ | كسوادِ بأسٍ في بياضِ رجاءِ |
فَامْزُجْ بِمائِكَ خَمْرَ كأْسِكَ واسقني | فلقدْ مزجتُ مدامعي بدمائي |
واشْرَبْ عَلَى زَهْرِ الرِّياضِ مُدامة ً | تَنْفي الهُمومَ بِعَاجِلِ السَّراءِ |
لطفتْ فصارتْ من لطيفِ محلها | تجري مجاري الرُّوحِ في الأَعْضَاءِ |
و كأنَّ مخنقة ً عليها جوهرٌ | ما بين نارٍ ركبت وهواءِ |
ويظَلُّ صبَّاغُ المِزَاجِ محَكَّماً | في نَقضِ حُمرتها بأَيدي الماءِ |
وَ كأنها ، وكأنَّ حاملَ كأسها ، | إذ قامَ بحلوها على الندماءِ |
شمسُ الضحى رقصتْ فنقطَ وجهها | بدرُ الدجى بكواكبِ الجوزاءِ |