ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ألا ناديا أظعانَ ليلى تعرجِ | فقد هجنَ شوقاً ليتهُ لم يهيجِ |
أقولُ وأهلي بالجنابِ وأهلها | بِنَجدْين لا تَبْعَدْ نوى ً أُمُّ حَشْرَجِ |
و قد ينتئي من قدْ يطولُ اجتماعه | ويخلِجُ أشطانَ النوى كُلَّ مَخْلجِ |
صَبا صَبوة ً مِنْ ذي بِحارٍ فَجاوَزَتْ | إلى آلِ لَيْلى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعِجِ |
كِنانيّة ٌ إلاّ أَنلْها فإنَّها | على النأيِ من أهلِ الدلال المولجِ |
منَ الحرَّ في دارِ النوى ظلُّ هودجِ | |
منعَّمة ٌ لم تَلْقَ بُؤسَ مَعيشَة ٍ | و لم تغتزلْ يوماً على عودِ عوسجِ |
هضيمُ الحَشا لا يملأُ الكفَّ خَصْرُها | ويُمَلأ منها كلُّ حِجْلٍ ودُمْلُجِ |
تميحُ بمسواكِ الأراكِ بنانها | رضابَ الندى عن أقحوانٍ مفلجِ |
وإِنْ مَرَّ مَنْ تخشى اتَّقَتْهُ بِمِعْصَمٍ | وَسِبٍّ بِنَضْحِ الزَّعْفرانِ مُضَرَّجِ |
و ترفعُ جلباباً بعبلٍ موشمٍ | يَكُنُّ جبيناً كان غيرَ مُشَجَّجِ |
تخامصُ عن بردِ الوشاحِ إذا مشتْ | تخامصَ حافي الخيلِ في الأمعزِ الوجي |
يقرُّ بعيني أنْ أنبأَ أنها | وإنْ لمْ أَنَلْها أيّمٌ لم تَزَوَّجِ |
ولو تَطْلُبُ المَعْروفَ عنْدي رَدَدْتُها | بحاجة ِ لا القالي ولا المتلجلجِ |
و كنتُ إذا لاقيتها كانَ سرنا | لنا بيننا مثلَ الشواءِ الملهوجِ |
و كادتْ غداة َ البينِ ينطقُ طرفها | بما تحتَ مكنونٍ من الصدرِ مشرجِ |
وتَشْكو بعْينٍ ما أكلّت رِكابَها | وقيلَ المُنادي: أَصْبحَ القومُ أَدْلجي |
ألا أَدْلَجَتْ ليلاكَ من غيرِ مُدلَجٍ | هوى نفسِها إذْ أَدْلجتْ لم تُعرِّجِ |
بليلٍ كلونِ الساجِ أسودَ مظلمٍ | قليلِ الوغى داجٍ كلونِ اليرندجِ |
لكنتْ إذاً كالمْتَّقي رَأْسَ حيّة ٍ | بحاجتها إنْ تخطئ النفسَ تعرجِ |
و كيفَ تلاقيها وقدْ حالَ دونها | بَنو الهَوْنِ أو جَسْرٌ وَرَهْطُ بْنُ صُنْدُجِ |
تَحلُّ سَجا أو تَجْعَلُ الغَيْل دونَها | و أ÷لي بأطرافِ اللوى فالموثجِ |
و أشعثَ قد قَّ السفارُ قميصهُ | و جرُّ الشواءِ بالعصا غيرَ منضجِ |
دَعَوْتُ فلبّاني على ما يَنوبُني | كريمٌ من الفتيانِ غيرُ مزلجِ |
فتى ً يَمْلأُ الشِّيزى ويُرْوي سِنانَه | ويضرِبُ في رأسِ الكَميِّ المُدَّججِ |
أَبَلُّ فلا يرضَى بِأَدْنى مَعيشَة ٍ | ولا في بيوتِ الحيِّ بالمُتَوَلِّجِ |
و شعثٍ نشاوى من كرى ً عندَ ضمرٍ | أُنِخْنَ بِجَعْجاعٍ قَليلِ المعرَّجِ |
وقعْن به من أَوَّلِ الليلِ وَقْعة ً | لدى ملقحٍ من عودِ مرخٍ ومنتجِ |
قليلاً كحسو الطيرِ ثمَّ تقلصتْ | بِنا كلُّ فَتلاءِ الذِّراعيْنِ عَوْهَجِ |
وداويّة ٍ قَفْرٍ تمشّى نِعاجُها | كمشْيِ النصارى في خِفافِ اليَرَنْدَجِ |
قطعتُ إلى معروفها منكراتها | إذا خبَّ آلُ الأمعزِ المتوهجِ |
وأدماءَ حُرْجُوجٍ تعالَلْتُ مَوْهِناً | بسَوْطيَ فارمدّتْ فقلتُ لها عَجِي |
إذا عيجَ منها بالجديلِ ثنتْ لهُ | جِراناً كخُوطِ الخيزُرانِ المُعَوَّجِ |
و إن فترتْ بعد الهبابِ ذعرتها | بأسمرَ شَختٍ ذابلِ الصدر مُدْرجِ |
إذا الظبيُ أغضى في الكناسِ كأنهُ | من الحرَّ حرجٌ تحتَ لوحٍ مفرجِ |
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقبَ ناشِطاً | من اللاءِ ما بينَ الجنابِ ويأججِ |
قويرحُ أعوامٍ كأنَّ لسانهُ | إذا صاحَ حِلوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنسَجِ |
خفيفَ المعي إلاّ عصارة َ ما استقى | من البَقْلِ ينضوهُ لدى كلِّ مَشْجَجِ |
أقبَّ ترى عهدَ الفلاة بِجسمِهِ | كعهْدِ الصَّناعِ بالجَديلِ المُحَمْلَجِ |
إذا هو وَلّى خِلتَ طُرّة َ مَتْنِهِ | مَريرة َ مفتولٍ من القِدِّ مُدْمَجِ |
تربعَ من حوضٍ قناناً وثادقاً | نتاجَ الثريا حملها غيرُ مخدجِ |
إذا رجَّعَ التعشيرَ رَدّاً كأنَّهُ | بناجذهِ من خلفِ قارحهِ شجِ |
بعيدُ مدى التطريبِ أولى نهاقهِ | سَحيلٌ ، وأُخراهُ خَفِيُّ المُحَشرَجِ |
خلا فارتعي الوسميَّ حتى كأنما | يَرى بِسَفا البُهمى أخلّة مُلهِجِ |
إذا خافَ يوماً أنْ يفارقَ عانة ً | أضرَّ بملساءِ العجيزة ِ سمحجِ |
أضرَّ بمقلاة ٍ كثيرٍ لغوبها | كقوسِ السراءِ نهدة ِ الجنبِ ضمعجِ |
إذا سافَ منها موضعَ الردف زيفت | بأَسْمَر لامٍ لا أرحَّ ولا وَجي |
مفجُّ الحوامي عن نسورٍ كأنها | نوى القسبِ ترتْ عنْ جريمٍ ملجاجِ |
متى ما تقعْ أَرْساغُهُ مطمئنّة ً | على حجرٍ يرفضُّ أو يتدحرجِ |
كأَنَّ مكانَ الجَحْشِ منها إذا جَرَتْ | مناطُ مجنًّ أو معلقُ دملجِ |
فإنْ لا يَروغاهُ يُصيبا فؤادَهُ | ويَحْرَجْ بعجلَى شَطْبَة ٍ كلَّ مَحْرَجِ |
بِمَفْطُوحَة ِ الأَطْراف جَدْبٍ كأنَّما | توقدها في الصخرِ نيرانُ عرفجِ |
متى ما يسفْ خيشومهُ فوق تلعة ٍ | مصامة َ أعيارٍ من الصيفِ ينشجِ |
وإنْ يُلْقيا شَأْواً بأرضٍ هَوى لهُ | مُفرَّضُ أَطْرافِ الذّراعينِ أَفْلجِ |
يظَلُّ بِأَعْلى ذِي العُشَيْرة ِ صائِماً | عليهِ ، وقوفَ الفارسيَّ المتوجِ |
وإِنْ جاهَدَتْه بالخَبارِ انْبَرى لها | بِذاوٍ وإنْ يهبِطْ بهِ السَّهْلُ يَمْعَجِ |
تواصى بها العكراشُ في كلَّ مشربٍ | و كعبُ بنُ سعدٍ بالجديلِ المضرجِ |
بزُرقِ النواحي مُرهَفاتٍ كَأَنَّما | توقدها في الصبحِ نيرانُ عرفجِ |