هذه دارها على الخلصاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هذه دارها على الخلصاءِ | أضحكَ المزنُ روضها بالبكاءِ |
وَكَساها الرَّبيعُ حُلَّة َ نَوْرٍ | نسجتها أناملُ الأنواءِ |
فسلِ الرَّكبَ أنْ يميلوا إليها | بصدورِ الرَّكائبِ الأنضاءِ |
إِنَّها مَنْزِلٌ بِهِ الْتَقَمَ الأجْـ | رعُ في ميعة ِ الشَّبابِ ردائي |
وَكَأَنِّي أَرى بِأَطْلالِهِ وَشْـ | ـماً خَفِيَّا بِمِعْصَمَيْ ظَمْياءِ |
أَرِجٌ تُرْبُهُنَّ مِنْ فَتَياتٍ | أَلِفَتْهُ أَشْباهُها مِنْ ظِباءِ |
كبدورٍ على غصونٍ ظماءٍ | في حقوفٍ تقلُّهنَّ رواءِ |
إِنْ تَبَسَّمْنَ فَالثُّغورُ أَقاحٍ | لُحْنَ غِبَّ الغَمامَة ِ الوَطْفاءِ |
تَرْتَوي حينَ يَنْشُرُ الصُّبْحُ سِقْطَيْـ | ـهِ، مَساويكُهُنَّ مِنْ صَهْباءِ |
وبنجدٍ للعامريَّة ِ دارٌ | برباها معرَّسُ الأهواءِ |
غادة ٌ تملأُ العيونَ جمالاً | هيَ دائي منهنَّ وهيَ شفائي |
فَتَملَّيْتُهُنَّ في عِيشَة ٍ خَضْـ | ـراءَ تَنْدَى كَرَوْضَة ٍ غَنَّاءِ |
وَارْغَوى باطِلي وَعاثَ بَياضٌ | منْ قتيرٍ في لمَّة ٍ سوداءِ |
وَظَلام الشَّبابِ أَحْسَنُ عِنْدِي | منْ مشيبٍ يُظلُّني بضياءِ |
وَلِذِكْرى ذاكَ الزَّمانِ حَيازيـ | ـمِي تَلَوَّى بِالزّفرَة ِ الصُّعْداءِ |
كلّما أوقدتْ على القلبِ ناراً | شرقَ الجفنُ يا أميمَ بماءِ |