ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها | بمنزلِ الحيِّ بينَ الضّالِ والسَّلمِ |
وَالدَّمعُ يَغْلِبُني طَوْراً وَأَغلِبُهُ | وَمَنْ يُطيقُ غِلابَ المَدامعِ السَّجمِ |
حتّى تبيَّنَ صحبي ما اتُّهمتُ بهِ | فقلتُ للطَّرفِ هذا موضعُ التُّهمِ |
ظَلَلْتَ تُذْري دُموعاً ما يُنَهْنِهُها | عذلُ الصَّديقِ فسرّي غيرُ مكتتمِ |
هَبْني أُغَيِّظُها مَالَمْ تُشَبْ بِدَمٍ | فكيفَ أسترها ممزوجة ً بدمِ |
وهكذا كنتَ تبكي يومَ ذي بقرٍ | وليلة َ الجزعِ والمثوى على إضمِ |
فأنتَ أمنعُ لي ممّا أحاولهُ | مِنَ الوُشاة ِ فَدَعْني وَالهَوى وَنَمِ |
ويحَ العذولِ أما يُبقي على دنفٍ | طَوى الحَيازيمَ مِنْ وَجْدٍ على أَلمِ |
يمشي بعرضي إلى ظمياءَ يثلمهُ | وَقدْ دَرَى أنَّ مِنْ ألحاظِها سَقَمي |
إنْ أعرضتْ ونأتْ أوْ أقبلتْ ودنتْ | فَهْيَ المُنَى ، وَالهَوى النَّجدِيُّ مِن |
ْ وَرُبَّ لَيلٍ طَليحِ النَّجمِ قَصَّرَهُ | بها الشِّفاءانِ منْ لثمٍ وملتزمِ |
تَقَبِيلَة ٌ كَانتِهاز الصَّقْرِ فُرْصَتهُ | بها التقى في عناقٍ خدُّها وفمي |
وَلم يكنْ بَعْدَها إلا التُّقى وَطَرٌ | وَهَلْ خَطَتْ بِي إلى ما شَانَنِي قَدَمي؟ |
ثمَّ افْتَرَقْنا فَأَغْنَتْنا مَباسِمُها | عن البُرُوقِ، وَأَجْفاني عَنِ الدِّيَمِ |
والثَّغرُ منها كعقدٍ وهوَ منتظمٌ | وَالدَّمْعُ مِنّي كَعِقْدٍ غَيْرِ مُنْتَظِمِ |
وَاللَّيلُ يَنْفِي ضِياءَ الصُّبحِ ظُلْمَتُهُ | كعابسٍ ما بهِ أنسٌ لمبتسمِ |
إنْ شَاعَ عنْ أَزرِها مِنْ عِفَّتِي خَبَرٌ | فإنَّ شَاهِدَها فيما حَكتْ كَرَمِي |