نَظَرَتْ بِأَلْحاظِ الظِّباءِ العِينِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَظَرَتْ بِأَلْحاظِ الظِّباءِ العِينِ | ظَمْياءُ بِالعَقِداتِ مِنْ يَبْرينِ |
تَرْنو وقد وَلِعَ الفُتورُ بِعَيْنِها | وَلَعَ الهَوى بِفُؤاديَ المَفْتونِ |
وَلَها اسْتِراقَة ُ نَظْرَة ٍ نالَتْ بِها | مالا يُنالُ بِصارِمٍ مَسْنونِ |
وَنَشَدْتُ قَلبي حينَ عَزَّ مَرامُهُ | إذْ ضَلَّ بَيْنَ مَحاجِرٍ وَعُيونِ |
تلكَ النَّواظِرُ ما تُفيقُ مِنَ الكَرى | وَبِها سُهادُ الهائِمِ المَحْزونِ |
ياسَعْدُ إنَّ الجِزْعَ أَكْثَبَ فَاسْتَعِرْ | نَظَراتِ طاوي لَيْلَتيْنِ شَفونِ |
وَاجْذِبْ زِمامَ الأَرْحَبِيِّ ولا تُبَلْ | ذِكراً وَصَلْنَ حَنينَهُ بِحَنيني |
وَاشْتاقَ كاظِمَة ً فَجُنَّ جُنونُهُ | وَذَكَرْتُ ساكِنَها فَجُنَّ جُنوني |
لِمَنِ الظَّعائِنُ دونَ أَكْثِبَة ِ الحِمى | يَطوي الفَلاة َ بِهِنَّ كُلُّ أَمونِ |
فَالآلُ بَحْرٌ حينَ ماجَ بِرَكْبِها | وَجَرى الرَّكائبُ فيهِ جَريَ سَفينِ |
عارَضْتُها فَنَظَرْنَ عن حَدَقِ المَها | يَلْمَحْنَ بارِقَة َ الغَمامِ الجُونِ |
وَتَكاثَرَتْ دُفَعُ الدُّموعِ كَأَنَّها | نَفَحاتُ سَيْبِكَ ياقِوامَ الدّينِ |
للهِ دَرُّكَ مِنْ مُدَبِّرِ دَوْلَة ٍ | وَجَدَتْهُ خَيْرَ مُؤَازِرٍ وَمُعينِ |
يُلْقي بِعَقْوَتها ذِرِاعَيْ ضَيْغَمٍ | أَدْمى شَبا الأَنْيابِ دونَ عَرينِ |
وَيَحوطُها بِيَراعِهِ وَحُسامِهِ | مُتَدَفِّقَيْنِ بِنائِلٍ وَمَنونِ |
وَضَحَتْ مَناقِبُهُ، فَلَيْسَ بِمُدَّعِ | شَرَفاً، وَلا في مَجْدِهِ بِظَنينِ |
وَاسْتَأْنَفَ الفُضَلاءُ في أَيّامِهِ | عِزَّاً فلمْ يَتَضاءَلوا لِلْهُونِ |
وَتَطَوَّحتْ بي هِمَّة ٌ دَرَأَتْ إلى | وَجْناءَ جائِلَة ِ النُّسوعِ وَضِيني |
وَطَرَقْتُ ساحَتَهُ فَأَلْقَمْتُ الثَّرى | صَنِفاتِ ذَيلِ دِلاصِيَ المَوْضونِ |
مَنْ مُبْلِغٌ بَطْحاءَ مَكَّة َ أنَّني | لَمْ أَرْعَ بِالجَرْعاءِ رَوْضَ هُدونِ |
وَرَأَيْتُ مَنْ يَمْتارُ ضَوْءَ جَبينِهِ | بَصَرى ، فَقَبَّلْتُ الثَّرى بِجَبيني |
لولا العُلا، وأَنا القَمينُ بِنَيْلِها | لَنَفَضْتُ مِنْ مِنَحِ المُلوكِ يَميني |
فَالعِزُّ بِالْبَطْحاءِ بَيْنَ مُغَرِّرٍ | شَرِسٍ وَأَبْلَجَ شامِخِ العِرْنينِ |
وَلأَشْكُرَنَّ نَداكَ شُكْرَ خَميلَة ٍ | لِنَدى ً يُرَقْرِقُهُ الغَمامُ هَتونِ |
وَلأَنظِمَنَّ قَصائِداً لَفَّ الحِجى | فيها سُهولَ بَلاغَة ٍ بِحُزونِ |
وَتَهُزُّ أَعْطافَ المُلوكِ كَأَنَّها | رِيحُ الشَّمالِ تَعَثَّرَتْ بِغُصونِ |
وَكَأَنَّ راويها يَطُوُ عَلَيْهِمُ | بِابْنِ الغَمامَة ِ وَابْنَة ِ الزَّرْجونِ |