طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى | فلمْ نَرَ أنْدى مِنْكَ ظِلاًّ وَأَسْبَغا |
وزرنا بني كعبٍ فخلنا وجوههمْ | شموساً نبتْ عنها النَّواظرُ بزَّغا |
فأنتَ الحيا والجودُ يغبرُّ أفقهُ | وليثُ الشَّرى والبأسُ يحمرُّ في الوغى |
وتسطو كما يعتنُّ في جريانهِ | أتيٌّ إذا ماردَّ ريعانهُ طغى |
وَلَولاكَ لَمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَة ٍ | خَمَائِلُ تَضْحي السُّحْبُ عَنْهُنَّ رُوغَّا |
لكَ الرّاحَة ُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها | على مطرٍ في صفحة ِ الأرضِ رسَّغا |
وعزمة ُ ذي شبلينِ إنْ شمَّ مرغماً | أخاضَ النَّجيعَ الوردَ ناباً وأولغا |
ونادٍ يغضُّ الطَّرفُ فيهِ مهابة ً | ولا ينقلُ العوراءُ عنهُ ولا اللَّغا |
فلا الماحلُ الواشي يفوهُ بباطلٍ | لديهِ، ولا الإصغاءُ يدني المبلِّغا |
يكادُ فَمُ الجَبّارِ يَرْشُفُ بُسْطَهُ | إذا الخَدُّ في أَطرافِهِنَّ تَمرَّغا |
إذا ما مَخَضْتَ الرّأْيَ وَالخَطْبُ عاقِدٌ | نَواصِيَهُ بانَ الصَّريحُ مِنَ الرُّغا |
تَشيمُ الظُّبا حَتّى إذا الحَرْبُ أُلْقِحَتْ | هَزَزْتَ حُساماً لِلجَماجِمِ مِفْدَغَا |
غدا والرّدى تستنُّ في شفراتهِ | يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبَيَّغا |
فَما الرَّأيُ إِلاّ أَنْ يُضَرِّجَ غَرْبَهُ | بِهِ تَحْتَ أَذيالِ العَجاجِ وَيَصْبُغا |
ولا عزَّ حتّى تتركُ القرنُ مرهقاً | حمتهُ العوالي أن يعيثَ وينزغا |
فبكِّرْ عليهِ بالأراقمِ لسَّعاً | وأسرِ إليهِ بالعقاربِ لدَّغا |
وَأَرْعِفْ شَباة َ الرُّمْحِ، فَالنَّصْرُ حائِمٌ | عليكَ إذا ما الطَّعنُ بالدَّمِ أوزغا |
وكلّ امرئٍ جازى المسيءَ بفعلهِ | فلا حَزْمَهُ أَلْغَى ، ولا الدّينَ أَوْتَغَا |
فِدى ً لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ | على حَلَمٍ إذْ لَمْ يَجِدْ فيهِ مَدْبَغا |
وَقَدْ نَعَشَتْهُ ثَرْوَة ٌ غيرَ أَنَّهُ | أَعَدَّ بِها لِلذَّمِّ عِرْضاً مَمَشَّغا |
فَإنَّ ازْدِيادَ المالِ مِنْ غَيْرِ نائِلٍ | يَشين الفَتى كَالسِّنِ لُزَّ بِهِ الشَّغا |
إذا صيحَ بالأمجادِ أقمأَ شخصهُ | وَإِنْ زَأَرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا |
وإن هدرتْ يومَ الفخارِ شقاشقٌ | شحا فاهُ يستقري الكلامَ الممضَّغا |
تلوبُ المنى من راحتيهِ على صرى ً | وتمتاحُ بحراً من يمينكَ أهيغا |
وَشارِدَة ٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ | إذا اضطربَ الأعناقُ من لغبٍ رغا |
أَدارَ بِها الرّاوي كُؤوسَ مُدامَة ٍ | يَظَلُّ فَصيحُ القَوْمِ مِنْهُنَّ أَلْثَغا |
وَدونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ | إذا قيدَ كرهاً في أزمَّتها ضغا |
فذلَّلتها حتّى تحلَّتْ بمنطقٍ | يردُّ على أعقابِ وحشيِّها اللُّغا |
أَراكَ بِطَرفٍ ما زَوى عَنْكَ لَحْظَهُ | ولا افترَّ عن قلبٍ إلى غيركم صغى |
بقيتَ ضجيعَ العزِّ في خضنٍ دولة ٍ | لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأَهِلَّة ِ مُفْرَغا |