عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ | وأَنتَ لِكُلِّ مَكْرُمَة ٍ عِمادُ |
وّدانَ لَكَ العِدا فَلَهُمْ خُضوعٌ | وَلولا الرُّعْبُ لَجَّ بِهِمْ عِنادُ |
وَعَزُّوا حِينَ غِبْتَ فَهُمْ أُسْوَدٌ | وَذَلُّوا إذْ حَضَرْتَ فَهُمْ نَقادُ |
إذا ما سارَقُوكَ اللَّحْظَ أَدْنَتْ | مَسافَتَهُ المُهَنَّدَة ُ الحِدادُ |
كَأَنَّهُمُ وَنارُ الحَرْبِ يَقْظَى | تَمَشَّى في عُيونِهِمُ الرُّقادُ |
هُمُ بَخِلوا بِطاعَتِهِمْ وَلكنْ | على الأَسَلاتِ بِالأرْواحِ جادوا |
وَغَرَّهُمُ بِكَ المَطْوِيُّ كَشْحاً | على إحَنٍ يَغَصُّ بِها الفُؤادُ |
وَكَيْفَ يَرومُ شَأْوَكَ في المَعالي | وَشِسْعُكَ فَوْقَ عاتِقِهِ نِجادُ |
يَضِجُّ الدَّسْتُ مِنْ حَنَقٍ عَلَيْهِ | وَيَبْصُقُ في مُحَيَّاهُ الوِسادُ |
فَأَخْلَدَ مِنْ غِوايِتَهِ إلَيْهِمْ | وَبانَ لَهُ بهُلْكِهِمُ الرَّشادُ |
وَسَوَّلَ بِالمُنى لَهُمُ أُموراً | أَعاروها جَماجِمَهمْ فَبادُوا |
وَدَبَّرَها فَدَمَّرَها بِرَأْيٍ | تُجانِبُهُ الإصابَة ُ وَالسَّدادُ |
خَبَتْ نَجَداتُهمْ، وَالجُبْنُ يُعْدي | بِهِ، وَالنّارُ يُطْفِئُها الرَّمادُ |
إذا صَلَحَتْ لَهُ حالٌ فَأَهْوِنْ | عَلَيهِ بِأَنْ يَعُمَّهُمُ الفَسادُ |
كَأَنَّ النَّقْعَ إذْ أَرْخى سُدولاً | عَلَيهِمْ قَبلَ مَهْلِكِهِمْ حِدادُ |
كَأَنَّ الصَّافِناتِ الجُرْدَ فيهم | يُدافُ على قَوائِمِها الجِسادُ |
فَهُمْ مِنْ بَيْنِ مُعْتَجِرٍ بِسَيفٍ | وَمُقْتَسَرٍ يُؤَرِقُهُ الصِّفادُ |
وَآَخَرُ تَرْجُفُ الأحْشاءُ مشنْهُ | نَجا بِذَمائِهِ، وَلَكَ المَعادُ |
وَكانَ لَهُ سَوادُ اللَّيلِ جاراً | وَبئْسَ الجارُ لِلْبَطلِ السَّوادُ |
يُحَرِّكُ طِرْفَهُ وَبِهِ لُغوبٌ | وَيَمْسَحُ طَرْفَهُ وَبهِ سُهادُ |
إذا ارْتَكَضَ الكَرَى في مُقْلَتَيْهِ | أَقَضَّ على جَوانِحِهِ المِهادُ |
أَبى أَنْ يَلْتَقي الجَفْنانِ مِنْهُ | كَأَنَّ الهُدبَ بَيْنَهُما قَتادُ |
فَأَلْحِمْهُمْ سُيوفَكَ ، إِنَّ فيها | إذا انتُضِيَتْ، رَغائِبَ تُسْتَفادُ |
وَلَسْتَ بِواجِدٍ لَهُمُ ضَميراً | أَبَنَّ به وَفاءٌ أَو وِدادُ |
يَلُفُّونَ الضلوعَ على حُقودٍ | لها بِمَقيلِ هَمِّهِمُ اتِّقادُ |
إِذا ما السَّيْفُ خَشَّنَ شَفْرَتَيْهِ | أَخو الغَمَراتِ لانَ لَهُ القِادُ |
وَكَمْ لَكَ مِنْ مَواطِنَ صالِحاتٍ | بِهِنَّ لِفارجِ الكُرَبِ احتِشْادُ |
وَأَبْطالٍ كَآسادٍ تَمَطَّتْ | كَذُؤْبانِ الرِّداهِ بِهِمْ جِيادُ |
تَخالُهُمُ أَراقِمَ في دُروعٍ | تُحَدِّقُ مِنْ مَطاويها الجَرادُ |
إذا دَلَفوا إلى الهَيْجاءِ عَفَّتْ | على الأَعْداءِ داهِيَة ٌ نَآدُ |
بِيَوْمٍ كادَ مِنْ قَرَمٍ إِلَيْهِمْ | تَلَمَّظُّ في حَواشِيهِ الصِّعادُ |
وَطِئْتَ بِهْمِ سَنامَ الأرضْ حَتّى | تَرَكْتَ تِلاعَها وَهْيَ الوِهادُ |
تُلَقّي الطَّعْنَ لَبّاتِ المَذاكِي | وَيُدْمي مِنْ حَوامِيها الطِّرادُ |
فأَنْتَ الغيثُ، شِيمَتُهُ سَماحٌ | وأَنْتَ اللَّيْثُ ، عُرْضَتُهُ جِلادُ |
مِنَ النَّفَرِ الأُلى نَقَصَ المُسامي | غَداة َ رأى مَساعِيَهُمْ وَزادوا |
لَهُمْ أَيْدٍ إذا اجتُدِيَتْ سِباطٌ | تُصافِحُهنَّ آمالٌ جِعادُ |
ووادٍ مُونِقُ الجَنَباتِ ، تَأْوي | إليهِ، إذا تَجَهَّمَتِ البِلادُ |
وَمِثْلُكَ زانَ سُؤْدَدَ أَوَّليهِ | بِطارِفِهِ ، وَزيَّنَهُ التِّلادُ |
فَأَنْمَيْتَ الذي غَرَسوهُ قَبْلاً | كَما يَتَعاهَدُ الرَّوْضَ العِهادُ |
فَلا زالَتْ زِنادُكَ وارياتٍ | فَقدْ وَرِيَتْ بِدَوْلَتِكَ الزِّنادُ |