أرشيف الشعر العربي

ليالينا بين اللوى فزرود

ليالينا بين اللوى فزرود

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
ليالينا بين اللوى فزرود مضيت حميدات الفعال فعودي
لقينا بك الدنيا مربعاً جنابها وعهد بنات الدهر جد حميد
زمان وصال لم يرنق صفاؤه بهجر ولم ينسخ لنا بصدود
سقينا كؤوس اللهو فيه وحظنا من الدهر تستحله غير زهيد
وطيف سرى تحت الدجى فنفى الكرى كرى النوم عن ميل السوالف غيد
ألم بخوض كالقسي سواهم وشعث على كثيب العقيق هجود
فبات يعاطيني على غير رقبة مجاجة معسول الرضاب برود
تذكرت أيام الشباب وعادني على الناي من ذكر الأحبة عيدي
وكان سواد الرأس سخصاً محبباً إلى كل بيضاء الترائب رود
ويوم النقا والبين يطرف أعيناً ذوارف لم تهمم أسى بجمود
فزعت إلى السلوان فانحزت لاجئاً إلى فل صبر الغرام مذود
أجد الغواني لا تزال تكيدنا بإخلاف وعداً أو بنجح وعيد
رمين فأدمين القلوب بأعيين دواع إلى حكم الهوى وخدود
إذا قيد العجز الفتى دون همه فليست أواخي العجز لي بقيود
وما زلت مضاء العزيمة أبتغي مزيداً لقسمي فوق كل مزيد
إذا ما المحيطون حطت ركائبي إليهم حمتني عدتي وعديدي
سراة بني عمي اهبت بنصرهم وقد تنثنى للحوادث عودي
إجاروا على الأيام كل مروع بهن وآووا سراب كل طريد
إذا شهدو فاضوا، ويستمطر الحيا بأوجههم في المحل غير شهود
بهم عادت الدنيا كأحسن ما بدت وهبت رياح الجود بعد ركودي
خلائق ما تنفك كيف تصرفت ردى لعدو أو شجى لحسود
وما لهم غير العلا وابتنائها مناقب آباء خلت وجدود
مليئون جوداً أن تضيم أكفهم حيا كل عراص العشي وعود
معاقلهم سمر القنا وكنوزهم شريجان: أسياف وقمص حديد
إذا غمرات الموت أدجت تكشفت بهم عن أسود زوحفت بأسود
هم أخمدوا نار العدو وأوقدوا من الحرب نار غير ذات خمود
بشهباء من ماء الحديد كأنها جبال شرورى أضرمت لوقود
تريك إذا ما الحرب غامت سماؤها نجوم صعاد في سماء صعيد
فلم يبق من أعدائهم غير موغل به الخوف أو نائي المحل شريد
يمزقهم وقع الصفيح فموثق أسير، ومسلوب الحشاشة مود
متى وترتني النائبات، فجودهم مديلي من أحداثها ومقيدي
مواهب ما تنفك تصدر بالغنى وفوداً من العافين بعد وفود

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (البحتري) .

يوم سبت وعندنا ما كفى الحر

عزمت على المنازل أن تبينا

أبعد مبشر وأبي عبيد

أوضعت في شأو الجفا فاحبس

كم بالكثيب من اعتراض كثيب


المرئيات-١