نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
نباتُ ! بنتِ ! سباكِ اللهُ من أمَة ٍ ، | كَمِ اعْتَرَتْكِ على الدّهرِ الْمشَاغيلُ |
كم قد عَذَلْتُ ، وكم عاتبتُ مجتهداً ، | وقلتُ لو أخذتْ فيكِ الأقاويلُ |
ما أنتِ إلاّ عَروسٌ يوْمَ جَلْوَتِها | على المنصّـة ِ ، تجْلوها العطابيـلُ |
أما نباتُ، فقَدْ أضحَتْ مُخضَبة ً، | والشّعرُ مُفْتَرِقٌ بالبانِ مَغسُولُ |
قالتْ: تعلَّلْتُ بالحنّاءِ ، قلتُ لها : | ما بِتَّ تطاريفِ بالحنّاءِ تعليـلُ |
هذي التّطاريفُ من غُنجٍ ومن عَبثٍ، | كما زَعَمتِ، فَما للطّرْفِ مكحُولُ؟ |
قالتْ: كَحِلتُ بعُذْرِ العَينِ من رَمَدٍ، | فقلتُ! عذراً: فما للشَّعرِ مبلُولُ؟ |
قالتْ : مُطْرنا ، ولم تمطِرْ ، فقلتُ لها : | ما بالُ مئزَرَكِ المصْقولِ محلولُ ؟ |
قالتْ : بَرِمْتُ به حمْـلا ، فأثْقَلني ، | هذا الإزارُ، فلمْ حُلّ السّراويلُ؟ |
قالتْ: غُلبتُ على نفسي، فقلتُ لها: | هذا زناكِ ، فما هذي أباطيلُ |
زالَ الحِمـارُ ، وكانتْ تلكَ مُنْيَتَهُ | في الطّينِ ، إنّ حمارَ السّـوءِ موْحولُ |