من عذيري من الظباء الغيد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَنْ عَذِيرِي مِنَ الظّبَاءِ الغِيدِ، | وَمُجِيرِي مِنْ ظُلْمِهِنّ العَتِيدِ |
إنّ سِحْرَ العُيُونِ ضَلّلَ لُبّي، | وَحَمَاني الرُّقَادَ وَرْدُ الخُدُودِ |
والأمَانِيُّ مَا تَزَالُ تُعَنّيـ | ـنَا بِبُخْلٍ مِنَ الغَوانِي، وَجُودِ |
وَمِنَ العَيشِ لَو يُساعِدُ عَيشٌ | أنْ يَجِيءَ الوِصَالُ، بَعدَ الصّدُودِ |
وَبنَفْسي التي تَوَلّتْ بِنَفْسي، | ثُمّ ضَنّتْ بالنَّيلِ مِنْهَا الزّهيدِ |
بَعِدَتْ دارُها، فَمَا من تَلاَقٍ، | غيرَ طَيفٍ يَزُورُني في الهُجُودِ |
أتُرَاهَا دامَتْ على العهد أمْ مِنْ | عادَةِ الغَانِيَاتِ نَقْضُ العُهُودِ |
أوْ تُرَاني مُلاقِياً مِنْ قَرِيبٍ | سَكَناً لي، أشْتَاقُهُ مِنْ بَعِيدِ |
ألإمَامُ المُعْتَزُّ بالله أوْلَى | هاشِمِيٍّ بِالنَّصْرِ والتّأيِيدِ |
وارِثُ البُرْدِ والقَضِيبِ وَحُكمِ | الله في كُلّ سَيّدٍ وَمَسُودِ |
طَابَ نَفْساً وأُمّهَاتٍ وَآبَا | ءً، وأرْبَى فَضِيلَةً في الجُدُودِ |
عَزَمَاتُ المَنْصُورِ مَصْرُوفَةُ السُّبـ | ـلِ إلَيْهِ، وَمَكْرُمَاتُ الرّشِيدِ |
في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ سَلَفَيْ عَبْـ | ـدِ مَنافٍ، والسُّؤدَدِ المَرْفُودِ |
مَلِكٌ يَمْلأُ العُيُونَ بَهَاءً، | حينَ يَبْدُو في تَاجِهِ المَعْقُودِ |
بَرِىءَ الله مِنْ مُحِلّ حَرِيمِ الله، | كُفْراً، وَبَيْتِهِ المَقْصُودِ |
لمْ يَكُنْ سَعْيُهُ هُنَاكَ بمَرْضِيٍّ، | وَلاَ كَانَ أمْرُهُ بِرَشِيدِ |
غَيرَ أنّ القُلُوبَ سُكّنَ مِنْهَا | أنْ أتَانَا مُصَفَّداً في الحَديدِ |
عالماً أنّ رَايَةَ النّصْرِ لا تُرْ | فَعُ إلا مَعَ البُنُودِ السّودِ |
وَمُقرّاً أنّ الخَليفَةَ مَنْصُو | رٌ برُكْنٍ، منَ المَوَالي، شَديدِ |
لا يُهَالُونَ منْ عَدُوٍّ وَلاَ يُؤ | تَوْنَ منْ عُدّةٍ، وَلاَ من عَديدِ |
بَارَكَ الله للخَليفَةِ في الفَتْـ | ـحِ الجَنُوبيّ، والبنَاءِ الجَدِيدِ |
خَبَرٌ مُبْهِجٌ، وَبُنْيَانُ يُمْنٍ | في مُنيفٍ، عندَ السِّماكِ، مَشيدِ |
فَوْقَ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ منْ قَوارِيـ | ـرَ، غَرِيبِ التّأليفِ والتّمرِيدِ |
لَوْ بَدَا حُسْنُهُ لجِنّ سُلَيْمَا | نَ لخَرّوا منْ رُكّعٍ، وَسُجُودِ |
قَدْ عَدَدْنا اليَوْمَ الذي جئتَهُ فيـ | ـهِ، لإفرَاطِ حُسْنِهِ، يَوْمَ عيدِ |
زُرْتَهُ تِلْوَ غُرّةِ الشّهْرِ بالطّيْـ | ـرِ المَيَامِينِ والنّجُومِ السّعُودِ |
في زَمَانٍ كأنّ نَرْجِسَهُ الغَضّ | سُمُوطٌ منْ لُؤلُؤٍ وَفَرِيدِ |
بَينَ نَوْرٍ منَ الرّبيعِ يُحَيّيـ | ـكَ، وَعَهْدٍ، منَ الشّتاءِ، حَمِيدِ |
فابقَ يَبقَ العَفافُ والحلمُ، وَاسلَمْ | يَسلَمِ العُمْرُ للنّدَى، والجُودِ |
وَعَلَى الله أنْ يُمِدّكَ فينَا | بتَمَامِ النُّعمَى، وحُسنِ المَزِيدِ |