هَـلْ مُخطِـىء ٌ حَـتْفـهُ عُـفْـرٌ بشـاهقـة ٍ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَـلْ مُخطِـىء ٌ حَـتْفـهُ عُـفْـرٌ بشـاهقـة ٍ ، | رَعَى بأخيافِها شَثّاً وطُبّاقَا |
مُسَوَّرٌ مِنْ حِبَاءِ الله أسْوِرَة ً، | يركَبْنَ منها وَظيفَ القَينِ والسّاقَا |
أوْ لَقْوَة ً أُمّ انهيمينِ في لُجُفٍ، | شَبيـهَتَيْـهـا شَـفـا خَـطْـمٍ وآمـاقَــا |
مُهَبَّلٌ دينُها، يوماً، إذا قَلَبَتْ | إليهِ مِنْ مُستَكفّ الجو حِملاقَا |
أو ذو شـيـاهٍ ، اغَنّ الصّـوْتِ ، أرّقَـهُ | وبلٌ سـرَى ما خضَ الوَدقَتينِ ، غَيداقَـا |
حتى إذا جَعَلَ الإظـلامُ يعـرِضُـهُ | شَمــائـلاً ، ورأى للصّبـحِ إيـلاقَــا |
غَــدا كـأنّ عـلَـيـهِ مِـن قَـواطِـرِهِ ، | بحيثُ يَستَوْدِعُ الأسرارَ أخلاقَا |
أو ذو نحــائِصَ أشبــاهٍ إذا نَسقَتْ | مَناسِجاً، وثنَتْ مَلْطاً وأطْباقَا |
شَتَـوْنَ حتى إذا مـا صِـفْـنَ ذكّـرَهـا | من مَنهَـلِ مَـوْرِداً ، فـاشْتَقنَ وَاشتاقَا |
يَؤمّ عَيناً بها زَرقاءَ، طاميَة ً | يَـرَى علَيهـا لُجَيـنَ المــاءِ أطْـراقَـا |
زارَ الحِمامُ أبا البَيداءِ مُخْتَرِماً، | ولم يُغادِرْ لهُ في النّاسِ مِطرَاقَا |
وَيْلُمّهِ صِلُّ أصْلالٍ، إذا جَفَلُوا | يرَوْنَ كلّ مُعَيّ القَوْلِ مِغْلاقَا |
يا ربّ عَوْراءِ ذي قُرْبَى كتَمْت، ولو | فشَتْ لألقَتْ على الأعناقِ أطواقَا |
ومن قَوارعَ قد أخرَسْتَ ناطقَهـا ، | يحمِلْنَ مِنْ مُخطَفاتِ القومِ أوْساقَا |
ومِـنْ قَـلائِـدَ قَدْ قَلّدتَ بـاقِيـَـهـا | |
فـقـلْـتُ ، لا حَـصِـراً بما وَعَتْ أُذُنا | داعٍ ، وَلا نَـدُسـاً لـلإفْكِ خـلاّقَـا |
صِلٌّ، إذا ما رآهُ الْقوْمُ عامِدَهمْ، | أزاحَ نـاطِقَـهُـمْ صَـمـتـاُ وَإطْراقَـا |
فلَيسَ للعـلْـمِ في الأقوامِ بـاقيَـة ٌ ، | عـاقَ العَـواقـي أبـا البَيـداءِ ، فانعـاقَـا |