يـاليـلة ً طـابَ لـي بهـا الأرَقُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يـاليـلة ً طـابَ لـي بهـا الأرَقُ ، | حتى بَدا من صَباحِها الفَلَقُ |
نُسْقى سُلافاً من بنتِ دسكرَة ٍ، | مـاشـابهَا في دِنَـانِهـا الـرّنـَــقُ |
اختارَهَـا في القِـطــافِ سـائمُهـا ، | حُـمـراً وسـوداً ، كـأنّـها الحدَقُ |
حتى إذا في الحِياضِ صيّـرَهـا ، | خـالَـطَهـا الـزّعْـفَـرَانُ والعَـلَـقُ |
حصّـنها في الحِـياضِ ؛ فاحتجبَتْ | مـا راعها رهبَـة ٌ ، ولا فَـرَقُ |
خمسـين عـامـاً ، حتى إذا هـرِمتْ ، | واخضـرّ من نبتِ نبتِهـا الـورقُ |
أتـوْا بهـا في الحِبَـابِ يخْـفُـرُهـا | مشيٌ هُوَيْنى ، ما إن بهِ نَزَقُ |
فبـادروا لافتِـضـاضِ عُـذْرَتِـها ، | بناقد في شَبَاتِهِ زَلَقُ |
فسـال منْهـا مثْـلَ الـرُّعـافِ دمٌ ، | يُشْـفَى به من سَقـامِــهِ الصّـعِقُ |
نـازَعَهـا سـادة ٌ غَـطـارِفَــة ٌ ، | كأنّهمْ من شَقِيقَة ٍ شُقِقوا |
يُـيْـقَـوْنَ مـن قَـهْـوَة ٍ مُـعَـتَّـقَـة ٍ ، | لها دبيبٌ في المخّ يسْتَبِقُ |
أعْـطَـوا بهـا ربّهـا حكــومتَـهُ ، | بِيضـاً كمثـل السيـوف تبتـرِقُ |
جاء بها كالْخَلوقِ في قدَحٍ، | تـزْهَـرُ فـي جـوفـهِ ؛ فتـأتـلِـقُ |
كــأنّ إبْـرِيـقَنَـا إذا صُـفِـقَـتْ | في الكأس شيْخٌ مزَمزِمٌ شَرِقُ |
كـأنّهـا والمِـزَاجُ يقْـرعُهـا | شِهابُ نارٍ في الجوّ يحترِقُ |
كأنّما حفّ من قَراقِرِهَا | بـطـوْقِـهـا جـلْـدُ حيــّــة ٍ يَـقَـــقُ |
في مجلـسٍ ليس فيـه فـاحشَـة ٌ ، | إلاّ حديثٌ، ومنطقٌ أنِقُ |