لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ، | يَلتمِسُ الكسْبَ على صِغارِهِ |
جَـذْلانَ قـدْ هَـيَّــجَ مـن دُوّارِهِ | عـارَضْـتُـهُ في سَـنَــن امْتيـــارِهِ |
بِضَرِمٍ يَمْرَحُ في شِوَارِهِ، | في الحَـلَـقِ الصُّـفْـرِ وفي أسـيـارِهِ |
مـضْـطـرِمَ القُـصـرَى من اضْطمارِهِ، | قد نحَتَ التلويحُ من أقطارِهِ |
منْ بعْـدِ ما كـانَ إلى أصـبــارِهِ ، | غضّاً كستْهُ الخورُ من عِشارِهِ |
أيـامَ لا يُـحْـبَسُ مـنْ عِـثـارِهِ ، | وهْـوَ طَـلى ً لم يـدْنُ من شِـفــارِهِ |
فـي مـنـزِلٍ يحـجُـبُ عن زُوّارِهِ ، | يُساس فيه طَرَفيْ نهارِهِ |
حتى إذا أحمدَ في ابتيارِهِ، | وآضَ مثـلَ القُـلـبِ من نُـضَـــارِهِ |
كـأنّـمـا قُــرّبَ مـنْ هِـجَــارِهِ ، | يجـمـع قُـطـريـه من انْضـمــارِهِ |
وإنْ تمَـطّى تـمّ فـي أشْبـارِهِ ، | عَـشْــرٌ، إذا قُـدّرَ فـي اقـتـدارِهِ |
كـأنّ لَـحْيَـيْــهِ لــدى افـتِـــرَارِهِ، | شَكّ مساميرٍ على طوارِهِ |
كأنّ، خلْفَ ملتقى أشفاره، | جـمـرَ غَـضـى ً يُـدمِـن في استعـارِه |
سِـمْـعٌ ، إذا استرْوَحَ لـمْ تمــارِه ، | إلاّ بأنْ يُطلَقَ من عِذارِهِ |
فـانصَــاعَ كـالكـوكبِ في انحـدارِهِ، | لفْـتَ المشـيـر مَـوْهِـنــاً بـنــارِهِ |
حتى إذا أخْصَفَ في إحضَارِهِ، | خـرّقَ أذْنَـيْـهِ شـبَـا أظْـفَـــارِهِ |
حتى إذا مـا انْشَــامَ في غُـبــارِهِ ، | عـافَـرَهُ أخْـرَقُ فـي عِـفــارِهِ |
فتَلتَلَ المفْصِلَ من فِقارِهِ، | وقـدّ عــنـه جـانبي صِــــدَارِهِ |
لا خيــر في الثـعلـبِ فـي ابتـكــارِه ! |