يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري، | وبدَا ما أَكِنّ من أسْرَاري |
فاشـربا الخـمـرَ ، واسقِيـاني سُلافاً ، | عُتّقتْ بين نَرْجسٍ وبَهارِ |
لبثَتْ في دِنـانِها ألفَ شهـــرٍ ، | لم تُـقمّـصْ ، ولم تُـعَـذّبْ بنـــارِ |
نسجَ العنكـبـوتُ بيتـاً عليـهــا ، | فعلى دنّها دِقــاقُ الغُــبـــارِ |
فأتَى خاطبٌ مليحٌ إليها، | ذو وشاحٍ، مؤزَّرٌ بإزارِ |
نَـقَـدَ المهـر ، ثمّ وَجَــاهــا، | فجَرَتْ كالعَقِيقِ والْجُلّنارِ |
في أباريقَ، من لُـجينٍ حِسـانٍ، | كظـباءٍ سَكَـنّ عـرْضَ القِـفـارِ |
أو كراكٍ ذُعـرْنَ من صَـوْتِ صَقرٍ | مُفزَعاتٍ، شواخصَ الأبصارِ |
قد تحسّيْتُها على وجْهِ ساقٍ | خالـعٍ في هـوايَ كـلّ عِـــذارِ |
قـمـر يقْـمُـرُ الــديباجي بـوجْـهٍ ، | ضـوؤهُ في الدجى صبـاحُ النهارِ |
يتثَـنّى كـأنّـه غـصْـنُ بــانٍ ، | مـيّـلَـتْــهُ الـرّيـــاحُ بــالأسْـحـــارِ |
بأبي ذاكَ من غَــزَالٍ غـريـرٍ، | في قباءٍ محلَّلِ الأزْرَارِ |
كم شمَمْنا من خدّه الورد غضّاً | ومزَجْنَا رُضَابَهُ بعُقارِ! |