ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ، | ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ |
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ، | فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ |
و ماالغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا | و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ |
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى | فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر |
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانــة ؛ | ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ |
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه | هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ |
و خَمّـارَة ٍ نَبّهْتُـها بعد هـجْعـَـة ٍ ، | و قد غـابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسـرُ |
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة | خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ |
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا | بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ |
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا | فديناك بالأهْـلينَ عن مثل ذا صَبــرُ |
فجـاءَتْ بهِ كـالبَدْرِ ليلَة َ تـمّــهِ ، | تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ |
فقُمنـا إليه واحداً بعدَ واحِـدٍ، | فكـان بهِ من صَـومِ غُـربتنـا الفِــطــرُ |
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ، | نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ |