تُعاتِبُني على شُرْبِ اصْطِباحِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُعاتِبُني على شُرْبِ اصْطِباحِ، | و وَصْلِ الليْلِ من فلَقِ الصّباحِ |
و ما عَلمَتْ بأنّي أرْيحيّ ، | أحبّ منَ النّدامى ذا ارْتِياحِ |
فربّ صَحابة ٍ بِيضٍ، كِرَامٍ، | بَهالِيلٍ، غَطارِفَة ٍ، صِباحِ |
صرَفتُ مطِيّهمْ حيْرَى ، طِلاحاً، | وقد سُدّتْ أسالِيبُ الرّياحِ |
وقامَ الظلّ فوْقَ شِرَاكِ نَعْلٍ، | مَقامَ الرّيشِ في ثِنْيِ الْجَناحِ |
إلى حاناتِ خمرٍ في كُرُومٍ | مُعَرَّشَة ٍ، مُعَرَّجَة ِ النّواحي |
فأقبلَ ربُّها يسْعى إلينا | يُهَنّىء ُ بالفَلاحِ، وبالنّجاحِ |
فقلتُ : الخمرَ قال: نعمْ وإني | بها لِبَني الكِرَامِ لَذو سَماحِ |
فجاءَ بها تَخُبُّ كماءِ مُزْنٍ، | وأنْشأ مُنْشِداً شِعْرَ اقترَاحِ: |
أتَصحو أم فؤادك غيرُ صاحٍ ، | عشِيَّة َ هَمَّ صَحْبكَ بالرّواحِ |
فبتُّ لدى دساكرِهِ عَروساً | بعَذْرَاوَيْنِ من ماءٍ وراحِ |
ودارَ بِكَأسِنا رشَأ رخيمٌ، | لطيفٌ الكشْحِ ، مهضُومُ الوِشاحِ |
وقال: أتَبْرحونَ غداً ؟ فقُلنا: | وكيفَ نُطيقُ بَعْدَكَ من رَوَاحِ |
فخاتلنا ؛ فأسْكَرَنا ، فنمْنا | إلى أن هَمَّ ديكٌ بالصّياحِ |
فقُمْتُ إليهِ أرْفُلُ مستقيماً | وقد هيّأتُ كبْشي للــنطـاحِ |
فلمّا أنْ ركَزْتُ الرّمْحَ فيهِ | تنبّهَ كالرّقيدِ من الجراحِ |
فقلتُ له: بحقّ أبيكَ سَهلٌ | فلا تُحْوِجْ إلى سفْحِ التّلاحي |
فقال: لقدْ ظَفِرْتَ فنَلْ هنيئاً | بإسْعافٍ، وبذلٍ مُسْتَباحِ |
فلمّا أن وضعتُ عليهِ رحلي | تبَدّى مُنشِداً شِعرَ امْتداحِ: |
«ألَسْتُمْ خير مَن ركبَ الْمَطايا | و أنْدَى العالمينَ بطونَ راحِ |