لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ، | و لكن من نتاجِ الباسقاتِ |
كَرائمُ في السماءِ، زَهيْنَ طولاً | ففاتَ ثمارُها أيْدي الجُناة ِ |
قلائصُ في الرّؤوسِ لها ضُرُوعٌ | تدِرّ على أكفّ الحالِباتِ |
صحائِحُ لا تُعَدّ، ولا نراها | عِجافاً في السنينَ الماحِلاتِ |
مسارحُها المدارُ، فبطنُ جَوْخَى | إلى شَطّ الأُبُلّة ِ فالفُراتِ |
تُراثاً عن أوائلِ أوّلينـا | بني الأحرار، أهْلِ المكرماتِ |
تذُبُّ بها يدُ المعروفِ عنّا | وتصبرُ للحقوقِ اللاّزماتِ |
فحينَ بدا لكَ السّرطانُ يتْلــو | كَواكِبَ كالنّعاجِ الرّاتِعاتِ |
بَدا بينَ الذّوائبِ في ذُراهَا | نباتُ كالأكُفّ الطّالعاتِ |
فَشُقِّقَتِ الأكفّ ، فخلتُ فيها | لآلىء َ في السّلوكِ مُنَظَّمَاتِ |
و مازالَ الزّمانُ بحافَتَيْها | و تقليبُ الرّياحِ الــلاّقحاتِ |
فعادَ زُمُرّداً، واخْضَرّ حَتّى | تخال به الكِباشَ الناطحاتِ |
فلمّا لاحَ للسّاري سهيل، | قُبَيْلَ الصّبْح من وقتِ الغَداة ِ |
بدا الياقوتُ، وانتسبتْ إليْهِ | بحُمْرٍ ، أو بصُفرٍ فاقعاتِ |
فلمّا عاد آخرها خبيصاً ، | بعثْتُ جُنَاتها بمُعقَّفَاتِ |
فضُمّنَ صَفْوُ ما يجْنونَ منها | خوابيَ، كالرّجالِ، مُقَيَّراتِ |
وقلتُ: اسْتَعْجِلوا، فاسْتَعْجَلوها | بِضَرْبٍ بالسّياطِ مُحَدْرَجاتِ |
ذوائبُ أمّها جُعلتْ سياطاً | تحثّ ، فما تناهَى ضارباتِ |
فولّدَتِ السّيَاطُ لها هَديراً | كترجيعِ الفُحُولِ الهائجاتِ |
فلمّا قِيلَ قد بلغتْ، ولَمّا، | وتوشكُ أن تقَرّ، وأن تُؤاتي |
نَسَجْتُ لها عمائم من ترابٍ | و ماءٍ ، محْكَماتٍ مُوثَقاتِ |
ستَرْتُ الْجَوّ خَوْفاً من أذاهُ | فباتَتْ من أذاهُ آمِناتِ |
فلمّا قِيلَ قد بلغَتْ كشفْنا الـ | ــعمائمَ عن وجوهٍ مشْرِقاتِ |
حساها كلُّ أرْوعَ، شَيْظَمـِيٍّ | كريمِ الْجَدّ، محمودٍ مُؤاتِ |
تحية بينهم «تفديك روحي!» | وى خر قولهمْ " أفديك! هاتِ.." |