بات نديما لي حتى الصباح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
باتَ نَديماً لي، حتى الصّبَاحْ، | أغْيَدُ مَجدولُ مَكانِ الوِشاحْ |
كَأنّمَا يَضْحَكُ عَنْ لؤلُؤٍ | مُنَظَّمٍ، أوْ بَرَدٍ أوْ أَقَاحْ |
تَحْسِبُهُ نَشْوَانَ، إمّا رَنَا، | للفَتْرِ مِنْ أجْفَانِهِ، وَهوَ صَاحْ |
بِتُّ أفْديهِ، وَلا أرْعَوِي | لنَهْيِ نَاهٍ عَنْهُ، أوْ لحيِ لاحْ |
أمْزُجُ كأسِي بجَنَا رِيقِهِ، | وَإنّمَا أمْزُجُ رَاحاً بِرَاحْ |
يُسَاقِطُ الوَرْدَ عَلَيْنَا، وَقَدْ | تَبَلّجَ الصّبْحُ، نَسيمُ الرّيَاحْ |
أغْضَيْتُ عَنْ بَعضِ الذي يَتّقى | مِنْ حَرَجٍ في حُبّهِ،، أوْ جُنَاحْ |
سِحرُ العُيُونِ النُّجلِ مُستَهْلِكٌ | لُبّي، وَتَوْرِيدُ الخُدودِ المِلاحْ |
قُلْ لأبي نُوحٍ، شَقيقِ النّدَى، | وَمَعدِنِ الجُودِ، وَحِلفِ السّماحْ |
أعُوذُ بالرّأيِ الجَميلِ الذِي | عُوّدْتُهُ، وَالنّائِلِ المُسْتَمَاحْ |
مِنْ أنْ تَصُدّ الطّرْفَ عَنّي، وَأن | أخيبَ في جَدْوَاكَ بَعدَ النّجاحْ |
إنْ كانَ لي ذَنْبٌ، فعَفواً، وَإنْ | لمْ يَكُ لي ذَنْبٌ، فَفيمَ اطّرَاحْ |
أبَعْدَ أسبَابٍ مِتَانِ القُوَى | مِنْ فَرْطِ شكرٍ سائِرٍ، وَامتِداحْ |
يُخْبِرْنَ عَنْ قَلْبٍ قَديمِ الهوَى | فيكَ، وَعَنْ صَدْرٍ أمينِ النَّوَاحْ |
أشْمَتَّ أعدائي، وَأخرَجْتَني | مِنْ سَيْبِكَ المُغدَى عَليّ المُرَاحْ |
فهَلْ لأُنْسٍ بَانَ مِنْ رَجْعَةٍ، | أمْ هَلْ لحالٍ فَسَدَتْ من صَلاحْ |
إنّيَ مِنْ صَدّكَ في لَوْعَةٍ، | تَغَوّلَتْ لُبّي، وَهاضَتْ جَناحْ |
لَستُ على سُخطِكَ جَلْدَ القُوَى، | وَلا على هَجرِكَ شاكي السّلاحْ |