تظن شجوني لم تعتلج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَظُنُّ شُجُونيَ لَمْ تَعْتَلِجْ، | وَقد خَلَجَ البَينُ مَن قد خَلَجْ |
أشَارَتْ بعَيْنَينِ مَكْحُولَتَينِ | مِنَ السحر، إذْ وَدّعتْ، وَالدَّعَجْ |
عِنَاقَ وَداعٍ، أجَالَ اعْتِرَا | ضَ دَمعي في دَمِعها، فامتَزَجْ |
فَهَلْ وَصْلُ ساعَتِنا مُنشِيءٌ | صُدودَ شُهُورٍ خَلَتْ، أوْ حِجَجْ |
وَمَا كانَ صَدُّكَ إلاّ الدّلا | لَ، وَإلاّ المَلالَ، وَإلاّ الغُنُجْ |
فإنْ تَكُ قَد دَخَلَتْ بَيْنَنَا | مَهَامِهُ لِلآلِ فيهَا لُجَجْ |
فَكَمْ رَوْضَةٍ بِفِنَاءِ الرّبيعِ | يضُاحكها البرْقُ مِنْ كلّ فَجْ |
تَأيّا قُوَيْقٌ لتَدْوِيرِها، | فَنَكّبَ عَنْ قَصْدِها وَانعَرَجْ |
إذا هَزّتِ الرّيحُ أغصانها، | تَعَانَقَ نُوّارُها وَازْدَوَجْ |
لَقينَاك فِيها، فَخَايَلْتَها | بلِينِ التّكَفّي، وَطيبِ الأرَجْ |
سَقَى حَلَباً حَلَبٌ مُسْبَلٌ، | مِنَ الغَيْثِ يَهمي بها، أوْ يثُجّ |
وَإنْ حالَ مِنْ دونِ حَقْي فلَمْ | يُسَلّمْهُ يَعقُوبُها ابنُ الفَرَجْ |
أيُتْلِفُ يَعْقُوبُ مَالي لَدَيْـ | ـهِ، وَيَعقُوبُ مُتَئِدٌ لمْ يَهِجْ |
وَإنّي مَليءٌ بِأنْ لا يُسَرّ | بِمَا نَالَ مِنّي وَلا يَبْتَهِجْ |
إذا شَدّ عُرْوَةَ زُنّارِهِ | على سَلْحَةٍ ضَخمةٍ وَانتَفَجْ |
تَوَهّمَ أنّي لا أسْتَطيعُ | مَسَاءَةَ أغْثَرَ بَادي الهَوَجْ |
وَمِنْ أينَ يَكثُرُ أنْصَارُهُ، | فَيَأتي الأحَجُّ لَهُ، فَالأحَجّ |
فأَلاّ تَوَرّعَ عَمّا جَنَى | عَليّ الخَبيثُ، وَألاّ حَرَجْ |
أبَا يُوسُفٍ سَمِجٌ ما أتَيْتَ، | وَلمْ يَكُ مِثْلُكَ يأتي السّمِجْ |
وَشَرُّ المُسيئِينَ ذو نَبْوَةٍ، | إذا ليمَ فيها تَمَادَى، وَلَجّ |
هَلُمّ إلى الصدقّ نَسْرِي إلَيْهِ | بِحُجّتِنا فيهِ، أوْ نَدّلِجْ |
وَنَعْتَمِدُ الحْقَ حتّى يُضِيءَ | لَنَا مُظْلِمُ الأمْرِ، أوْ يَنْبَلِجْ |
وَفي مَوْقِفٍ مَا لَنا بَعْدَهُ | تَنَازُعُ نَجْوَى، وَلا مُعْتَلَجْ |
فَمَنْ أبْرَأ الحُكْمَ فيهِ نَجَا، | وَمَنْ ألحَجَ الحُكْمَ فيهِ لَحَجْ |
وإذ لم يكن شاهد يرتضى | ورائك في الجحد مود مضج |
وأنت فلا حالف بالعتا | ق، ولا حانث في طلاق الحرج |
فهل تتقبل جرم القسو | س، وتقطع من إلهم ما وشج |
وتضرط في لحية الجاثليــ | ــيق إذا خار في سفر شعيا وعج |
وتزعم أن الذين ابتدوا | علوم النصارى رعاع همج |
بأنك لم تتو مالي، ولم تطلب علي عويص الحجج | |
فإن كنت أدهنت أو خنت أو | لهجت بظلمي فيمن لهج |
فخالفت مريم في دينها، | وفارقت ناموسها المنتهج |
وخرقت غفورها كافراً | بمن غزل الثوب أو من نسج |
وأعظمت ما أعظمته اليهو | د تصلي لقبلتهم أو تحج |
ونـ...ـت عجوزك حتى ترد | في رحمها داخلاً ما خرج |
وهدمت بيعة ماسرجس | وأطفأت نيرانها والسرج |
وأوقدت ناقوسها والصليــ | ــب تحت عشائك حتى يضج |
وبكرت تخرأ في المذبح والصليـ | ـكبير، وتلطخ تلك الدرج |
وزلت من الله في لعنة | تقيم عليك ولا تنزعج |
وأير طماس إذا ما أشظ | في صدع إمراتك المنفرج |
يمين متى ما استحل امرؤ | تجشمها عند قاض فلج |