إِذا كان الذي يَعْرُوْ مُهِمَّاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إِذا كان الذي يَعْرُوْ مُهِمَّاً | فأيسرُ ما تضيقُ به الصدورُ |
فيا لكِ صِحَّة ً جَلَبَتْ حياة ً | تعيشُ بها المنابرُ والثغورُ |
ويا لكِ نعمة ً رمنا مداها | فما وَصَلَ اللسانُ ولا الضَّميرُ |
عَجَزْنا أَنْ نَقُومَ لها بِشُكْرٍ | على أنَّ الشكورَ لها كثيرُ |
وكيف به وباعُ القولِ فيها | وإِن طالتْ مسافَتُهُ قَصِيرُ |
تَخَلَّصنْا بها من كلِّ همٍّ | كأنَّ الليلَ في يدهِ أسيرُ |
وبتنا في ذراها كيف شئنا | فَجَفْنٌ نائمٌ وَحَشاً قَرِيرُ |
رَفَعْنا نَحْوَ مَرْآكُمْ عُيُوْناً | لهنَّ دُوَيْنَكُمْ نَظَرٌ كَسير |
فكادَ يَصُدُّنا عَنْ مُجْتَلاهُ | رقيبٌ منْ مهابتكمْ غيورُ |
فيا صفحاتِهِ زيدي انبلاجاً | كما يَعْلُو الصَّبَاحُ المُسْتَنير |
ويا قسماتهِ زيدي ابتهاجاً | كما يَتَضَاحَكُ الرَّوْضُ المطير |
وجذمٌ في الخلافة ِ مستقرُّ | تَمُرُّ على أَصَالَتِهِ الدُّهُورُ |
وَحُكْمٌ تحته أَمْرٌ مُطَاعٌ | يحطُّ به عن الجيشِ الأميرُ |
وتدبيرٌ يبيتُ على التَّمادي | من الرأيِ المصيبِ له سميرُ |
وهيجاءٌ تَخَطَّفْتُمْ ذَوِيْها | كما تتخطفُ الحجلَ الصقورُ |
بخيلٍ مدركاتٍ ما أرادتْ | إذا اشتدَّتْ فليسَ لها فُتُور |
مُصَرَّفَة ٌ بِحُكْمِكُمُ فَطَوْراً | تخبُّ بكمْ وآونة ً تطيرُ |
وكمْ بيداءَ قد جاوزتموْها | فلاذَ بظلِّكمْ فيها الهجيرُ |
فجئتمْ والغديرُ بها سَرابٌ | وَزُلْتُمْ والسَّرابُ بها غدير |
رَسَمْنا الحمدَ باسْمِكَ واقْتَصَرْنا | فلمْ يطلِ النظيمُ ولا النثيرُ |
إِذا لم يَنْقُصِ المعنى بيانٌ | فِسِيَّانِ البلاغة ُ والقُصُورُ |
فتى ً من قيسِ عيلانٍ تلاقى | على سيمائِهِ كرمٌ ونورُ |
تضيءُ به البلادُ إِذا تجلَّى | وَتَغْرَقُ في مَكارِمِهِ البحور |
وَتُعْرَفُ مِنْ مَنازِلِهِ المَعالي | كما عُرِفَتْ من القَمَرِ الشُّهُور |
تَشَبَّهَتِ الملوكُ به وَحاشا | وذلك منهمُ غيٌّ وزورُ |
وقد يقعُ التَّفاضُلُ في السَّجايا | ويهجى الشوكُ إِنْ لمسَ الحريرُ |
فِدى ً لكَ مِنْهمُ أَعلاقُ صِدْقٍ | فإِنَّكَ أَنتَ وَاحِدُها الخطير |
إلى الجوزاء فارقَ وَدَعْ أُناساً | مَراقِيْهِمْ عَريشٌ أَوْ سَرير |
وبعدُ، فزار حضرتكُمْ سلامٌ | ولكنْ مثلُ ما نفحَ العبيرُ |
سلامٌ تَحْتَهُ شَوْقٌ وَحُبٌّ | يَخُصُّكُمُ به عَبْدٌ شَكور |
مملكُ طاعة ٍ لكمُ ونعمَى | هما في الجيد طوقٌ أَو جريرُ |