حباني على بعدِ المدَى بتحية ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حباني على بعدِ المدَى بتحية ٍ | أرَى غصني رطبَ المهزِّ بها نضرا |
برائيَّة ٍ لم أدرِ عند اجتلائِها | هي الدرُّ منظوماً أَم الزَّهْرُ مُفْتَراً |
وما سرُّ نوارٍ بممطورة ِ الرُّبَى | تبوحُ أصيلاناً به الريحُ أَو فجرا |
بأطيبَ منها في الأُنوفِ وغيرِها | تجاذَ بها سرَّاً بنو الدهرِ أوْ جهرا |
أعندكمُ أنّا نبيتُ لِبُعْدِكُمْ | وكلُّ يدٍ منَّا على كَبِدٍ حرَّى |
وَمِنْ عَجَبٍ انَّا نهيمُ بِقُرْبِكُمْ | ولا زَوْرَ إلا أن نُلِمَّ بكم ذِكْرا |
نؤمِّلُ لقياكُمْ وكيفَ مطارُنا | بأجنحة ٍ لا نستطيعُ لها نَشْرا |
فلو آبَ ريعانُ الصِّبا ولقاؤُكُمْ | إِذاً قضتِ الأيامُ حاجتنَا الكبرَى |
فانْ لم يكنْ إِلا النَّوى وَمَشيبنَا | ففي أيِّ شيءٍ بعدُ نستعطفُ الدَّهْرا |
فهل مِنْ فتى ً طلقِ المحيَّا مُحَبَّبٍ | يطولُ تمني السَّفْرِ أَنْ يَصْحَبَ السَّفْرا |
تحدثكُمْ عنَّا أسرة ُ وجههِ | وإنْ لم تَصِفْ إلا التهلُّلَ والبِشْرا |
فلو لم تكنْ تمسي مشاربُ خاطِري | كما شاءتِ الدنيْيا معكرة َ كُدْرا |
لأَصْدَرْتُها عنِّي نتائجَ مُنْجِبٍ | عِراباً، كما تَدْرِي مُحَجَّلة ً غُرَّا |
على أَنَّني لا أَرتضي الشعرَ خُطَّة ً | ولو صيرتْ خضراً مسارحيَ الغبرا |
كفى ضعة ً بالشعرِ أنْ لستُ جالباً | إِليَّ بهِ نفعاً ولا رافِعاً ضُرَّا |
يقولُ أناسٌ : لو رفعتَ قصيدة ً | لأدركتَ حتماً في الزمانِ بها أمْرا |
ومِنْ دونِ هذا غيرة ٌ جاهلية ٌ | وإن هيَ لم تَلْزَمْ فقد تلزمُ الحُرَّا |
أَلَم يأتهمْ أَنِّي وأدتُ بحكمِها | بنيَّاتِ صَدْري قَبْلَ أَنْ تَبْرَحَ الصَّدْرا |
متى أرْسلتْ أيدي الملوك هباتها | ولم يُوصلوا جاهاً ولم يُجزلوا ذخراً |
فقد سَرَّني أَنِّي حَرَمْتَ عُلاهُمُ | حُلَى ً مُحْكمَاتٍ تُخْجِلُ الأنجُمَ الزُّهرا |