لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لَوْ رُمْتَ إبْقَاءَ الوِدَادِ بِحَالِهِ | لَمْ تُغْرِ طَرْفَكَ بِارْتِيَادِ نِبَالِهِ |
أَمّا وَقَدْ سَلَّمْتَ نَفْسَكَ لِلْهَوَى | فأتتْ بما تلقاهُ منْ أهوالِهِ |
حَدَقُ الجَآذِرِ كُنَّ أَوَّلَ شَافِعٍ | للعقْلِ حتى فكَّ أسرُ عقالهِ |
يا منْ يلومَ الصب في برحَائهِ | إبغِ السَّلامة َ لا بُليتَ بحالِهِ |
مَنْ شُغْلُهُ بِالحُبّ عَنْ مَحْبُوبِهِ | كيف الفراغُ لَهُ إلى عُذَّالِهِ |
هُوَ ذَلِكَ القَمَرُ الذي القَمَرُ الذي | مُتَنَاقِصٌ بَدْرُ الدُّجَى لِكَمَالِهِ |
لَوْ كُمْتُ أَمْلِكُ خَدَّهُ أَفْنَيْتُهُ | باللثمِ أو أذبلت ورد جَمَالِهِ |
الحَرْبُ بَيْنَ عُهُودِهِ وَوَفائِهِ | كالسِّلْمِ بَيْنَ وُعُودِهِ وَمُطَالِهِ |
طَالَتْ مَسافَة ُ هَجْرِهِ فَكأَنَّهَا | مِنْ لَيْلِ عَاشِقِهِ وَمِن آمالِهِ |
داني المزار يروع قلبي صدُّه | يَا قُرْبَ شُقَّتِهِ وَبُعْدَ مَنَالِهِ |
كيْفَ الخَلاَصُ لِمَنْ تَقَسَّمَ قَلْبُهُ | ما بين بدرِ المُنحنى وغَزاله |
بالله يا ريح الشمالِ رسالة ً | فسواكِ لم أركن إلى إرسالهِ |
قولي لتيَّاهِ الشمائلِ لم يزلْ | بيدي لنا مللاً بشرعِ مِطالهِ |
عان التعطُّفِ حين تبصر عانياً | وإذا ظفرت بوالهٍ بك والهِ |
يَجْنِي عَليَّ كَما جَنَى الأَثْمَارَ مَنْ | امَّ ابن يعقوب على إقلاله |
لولا التقى وهو الذي وهب التقى | لَعَبدْتُهُ وَعَبَدْتُ حُسْنَ خِلاَلِهِ |
وَجْهٌ تَغارُ الشَّمْسُ مِنْهُ إذَا بَدَا | وتودُّ لو طبعت على أمثالهِ |
متهلل القسمات يؤذن بالرِّضا | وَجْهُ الكَريمِ يبِينُ عَنْ أَفْعَالِهِ |
سَمَتِ العُلَى عِشْقاً لَهُ وَدَنَا لَهَا | متواضعاً فتمنعت بوصالهِ |
إن رمت مجداً فاستدل بفعله | أَوْ رُمْتَ رُشْداً فاسْتَفِدْ بِمَقَالِهِ |
أَوْ حَارَبَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ فاسْتَتِرْ | بحماه منها واعتصمْ بحبالِهِ |
أَوْ شِئْتَ تَلْقَى البَحْرَ عِنْدَ هِياجِهِ | فانْظُرْ إلَيْهِ تَجِدْهُ يَوْمَ جِدَالِهِ |
يَدْرِي مَقَالَ الخَصْمِ قَبْلَ سَماعِهِ | لكلامه فيجيبُ قبلَ سؤالهِ |
لِمُحَمّدٍ في المَجْدَ مُعْجِزُ سُؤدَدٍ | عَجِزَتْ بِهِ الأَيّامُ عَنْ أَمْثَالِهِ |
بمبخلٍ في عرضهِ وذمامهِ | سَمْحِ اليَدَيْنِ بِجَاهِهِ وَبِمَالِهِ |
مغضٍ عن الفحشاء يشفع حلمُه | حِذْقُ الذكيِّ بِغَفْلَة ِ المُتَبَالِهِ |
وَيُمَارِسُ الدُّنْيَا بِهِمَّة ِ مَنْ يَرى | أيامها-شرفاً-لوقعِ نصالهِ |
أنى التفتُّ رأيتُ من إحسانِهِ | أثراً مُشاهدَة ومن إجمالهِ |
مَنْ مُقْتَدٍ بِكَمَالِهِ أَوْ مُهْتَدٍ | بِجَلاله أَوْ مُجْتَدٍ لِسُؤَالِهِ |
اللّيْثُ بَيْنَ أَمَامِهِ وَوَرَائِهِ | والبَحْرُ بَيْنَ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ |
أَعَطَى بَنِيهِ حُسْنَ سِيرتِهِ التي | عَنْ وَالِدَيْهِ فاعْتَجِبْ لِفَعالِهِ |
شَهِدَتْ مَنَاقِبُ آلِه في مَجْدِهِ | معنى مناقب مجدهِ في آلهِ |
مِنْ مَعْشَرٍ يُهْدَى الدَّلِيلُ بِنُورِهِمْ | وَيَضِلُّ رُشْداً عَنْ طَرِيقِ ضَلاَلِهِ |
وإذَ اسْتَعَنْتَ بِهِمْ عَلى كَيْدِ العِدا | نهضوا بأبطالٍ على إبطالِهِ |
جلسوا على الفلك المحيطِ ودُونَهُم | هذا الزمانُ بشمسهِ وهِلاله |
مِن كُلِّ مَنْ يَلْقَاكَ قَبْلَ لِقَائِهِ | ما شاء بل ما شئت من أفضَالِهِ |
تتأخرُ القُبُلاتُ عن أقدامِهِ | من هيبة ٍ فتؤمُّ تربَ نعالهِ |
مستغرق بالله يظهر بعضهُ | للعالمينَ ظهور طيفِ خيالهِ |
لَوْلاَ مَهابتُهُ التي ثَنَتِ الوَرَى | عَنْ قُرْبِهِ صَلُّوا على أَذْيَالِهِ |
لا يعرف الفحشاء لا عن ركَّة ٍ | بل عن تكرمهِ وعن إهمالهِ |
أَغْنَاهُ عَنْ وَصْفِ الشَّجَاعَة ِ نُبْلُهُ | لا عَاجِزٌ ما رَامَ في إهْمَالِهِ |
ولمن يحاربُ في الأنامِ بأسرهِمْ | عُتَقاءُ رأْفَتِهِ وَبَعْضُ عِيَالِهِ |
هيهات يبلغ وصفه مدح ولو | أَفْنَى البَليغُ الجُهْدَ في أَفْعَالِهِ |
يا من لهم همم تفلُّ شَبا الظُّبي | ظبة ُ الحسامِ بحدِّه وصقالهِ |
خذ شهرك الآتي بهجة ِ عالمٍ | بنهاية الأقبال في إقبالِهِ |
شهراً حويت ثوابه وحكيت ما | في حُسْنِ مَقْدَمِه وَشِبْهِ هِلالِهِ |
وقرنتهُ بالبرِّ في شعبانِهِ | وبه يكون الزَّادُ في شوَّالِهِ |
لو لم يؤمل عوده لك ثانياً | لَمْ يَرْضَ مِنْكَ بِبَيْنِهِ وَزَوَالِهِ |
خذ بنتَ ليلتها ومهّد عُذر مَن | لَمْ يَسْتَفِقْ لِلنَّظْمِ مِنْ أَشْغَالِهِ |
مصفي الوداد يعدُّ بأسك قوة ً | ويعدُّ ذكرك فرصة في فالِهِ |
بصفاتك العُليا محطُّ رجائِهِ | وَبِبَابِكَ الأَعْلَى مَحَطُّ رِحَالِهِ |