ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً | لَوْ كُنْتَ يا قَمَرِي عليَّ طُوَيْلِعَا |
وَلَقَدْ رَأَيْتُ بِرَامَة ٍ بَيْنَ النَّقَا | فَمَنَعْتُ طَرْفِي مِنْهُ أَنْ يَتَمتَّعا |
ما ذاكَ مِنْ روعِ ولكنْ من رأى | أَشْبَاهَ عِطْفِكَ حُقَّ أَنْ يَتَورَّعا |
يا ساكِني نُعْمانَ لا اصْطَنَعَ الهَوَى | صبّاً يكونُ بِكم هَواهُ تصنُّعا |
قَد أَزْعَجَ القَلْبَ الغَرامُ وأَعْجَزَ الـ | ـطَرْفَ المنامُ فَحَقَّ لي أَنْ أَجْزَعَا |
أضمرْتُموه هَجراً وأمرضتُمْ حشى ً | مِنّي وأَضْرَمَتُمْ بِنارٍ أَضْلُعا |
وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلى حِمَاكُمْ مُجْدِباً | فجَرى بهِ دمعي إلى أن أمرَعَا |
وَحَفِظْتُ عَهْدَكُمُ وَضَيَّعْتُمْ فَلاَ | أدعو لأجلكُم عَلى مَنْ ضيَّعا |
قَالَ العَوَاذِلُ إنَّ مَنْ أَحْبَبْتَهُمْ | لَمْ يَتْركُوا لَكَ في وِصَالٍ مَطْمَعَا |
أَنَا قَدْ رَضِيتُ بِمَا ارْتَضُوهُ فَمَا عَسَى | أن يبلغَ الواشي لديَّ بما سعى |
من أنتَ يا طبيَ الصريمِ دعوتَهُ | هيهاتَ عنكَ بسلوة ٍ أنْ يرجِعَا |
لابُدَّ يا قَمَرَ الملاحة ِ بعدَ أنْ | تُبدي السِّرارَ وتحتفي أنْ تطلُعا |
وَلَرُبَّما يَا ظَبْيُ تَرْتَاعُ الظِّبَا | مِثْلَ ارْتِيَاعِكَ ثم تأْنَسُ مَرْتَعَا |
ما سِحْرُ هَارُونَ المُفَرِّق غِيْرُ ما | في مُقْلَتَيْكَ مِنَ الفُتُورِ تَجَمَّعا |
أَخْلَيْتَ مَرْبَع كُلّ قَلْبٍ في الهَوَى | منْ صَبْرِهِ وجعلتَهُ لكَ مربَعا |
وهي القلوبُ الطائراتُ فَمَا لَهَا | أبداً نراها في حِبالِكَ وُقَّعَا |
ما صدَّ عني في الغرامِ فديتهُ | لمَّا بذلتُ لهُ دمي فتمَنَّعا |
لكنْ رأى قلبي يزيدُ بقُربِهِ | صَدْعاً فأَشْفَقَ إنْ دَنَا أَنْ يُصْدَعَا |
يا عاذلي دَعني وعلِّم مُقلَتِي | لترى خيالَ مُعذِّبي إن تهجعا |
مَنْ كانَ مدمَعُهُ نجيعاً في الهَوى | هيهاتَ عذْلُكَ عِندَهُ أنْ ينجَعَا |
أم كيفَ ريقَتُكَ التي أرِقتْ لَها | عيني ومَا راقتْ تُكَفِكِفُ أدمُعا |